الشاعر: عبدالله بن محمد بن عبدالله الصُّبي ولد في شقراء عام 1301ه تقريباً ونبغ في الشعر صغير السن.. وان المتابع لشعره يعرف أنه يمتاز بقوة المعنى ومتانة وجزالة معانيه وقد برع في نظم الشعر العامي من غزل وهجاء ومديح فيما اشتهر ملفه الشعري رحمه الله على قصائد وطنية كالتي قالها عند توحيد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله لهذه البلاد وبرزت نجوميته الشعرية في بلدان نجد وعلى مستوى الخليج.. لقد عايش الشاعر الصُّبي عدداً من الشعراء أمثال عبدالكريم بن جويعد وسعد بن دريويش وصالح السكيني وعبدالله الصويلح وغيرهم فيما استأثرت ندوات ومجالسات شعرية عندما كان مقيماً في الكويت جل وقته إلى أن عاد لمسقط رأسه (شقراء) حاملاً معه حصيلة غربته.. ومن قصائد ارشيفه الشعري هذه الأبيات: واهج بالضماير ذوّب الجاش حرّه مستهيض ويقدح بالنواظر شراره بين عوج السواعد والمحاني مقره في مضيق الحشا له زمة وانحداره أشرب الماء وعياً بارد الما يسره كل ما زاد شربي زاد جوفي حراره العدو البطيني تومابان شره صر أذانه ورز اكريعه للنكاره أخس غرّيتني عن لازمي بالمغره خاب ظني وراحت فرحتي بك خساره ومن قصائده تلك القصيدة التي قالها بعد ما انتصر الملك عبدالعزيز رحمه الله في وقعة السبلة في 21/10/1347ه: نحمد اللي عز دينه وصدّق بالوعد والبس التوحيد ثوب من البيضا جديد وادرج القاله على راس خوان العهد والله اللي بالمخاليق يفعل ما يريد راية التوحيد جاها من المولى مدد دام أبوتركي عزيز فدين الله يزيد عَوْد ياللي ما تميز محمد من حمد تدعي بالدين والدين عن مثلك بعيد شايب قلبك بعمياه توه ما بعد والّف الدين الحنيفي ولا دين وكيد من هو اللي درّسك في حديث المعتقد وانت قبله ما تعرف الحديث من النشيد لقد تحمل هذا الشاعر مسؤولية تأمين لقمة عيشه بنفسه بعد وفاة والده رحمه الله واشتد ساعده وقارب العشرين من عمره فسافر إلى الجبيل بحثاً عن الرزق ليغادر بعدها إلى البحرين ليزاول مهنة الغوص واستخراج اللؤلؤ ومن ثم سافر إلى الكويت ليبقى فيها مزاولاً مهنة البيع والشراء وقد قال هذه القصيدة الغزلية وهو في الكويت: البارحة ما احسب ورا ليلها صبح احسب الدنيا غدت كلها ليل يا الله من مركوز الأنهاد.. لا تبح حسبي على نقّاض شقر مجاديل بدّل نباه الزين لي بالنبا القبح وعزّم على ذبحي بليا دوا لليل يحدني عقب المودة على.. الذبح كما يحدّون السبايا هل الخيل واثر الهوى له شبحة شبحها شبح عسر ملاوي موجها يفتر الحيل منها فترحيلي وانا جيّد السبح من كودها دونك عضامي نواحيل وفي غربته في البحرين قال هذه القصيدة: رماني ردى حظي على شرقي الأسياف على ساحل البحرين نوّخ مراحيله إذا جاك في غالي زمانك سموم حاف ونجد بتالي الوقت شحت محاصيله تغرّبت عن دار لدار بها.. ميلاف ولا كل من ساقه زمانه بيافي له يدوّر بركب الغوص رزق من الأصداف بقاع البحر والقرش دايم يباري له سرى المزن صيفي مشافه قطن ندّاف تتابع تواليه الأوايل وترفي له لكن الطهي به يوم عرّض عليّ ارداف دبش حاكم هج الضحى من مقاييله هذا وقد توفي الشاعر عبدالله بن محمد بن عبدالله الصُّبي رحمه الله عام 1371ه.