يختلف شهر رمضان المبارك عن بقية الشهور في عدة أمور دينية ودنيوية، ومن أمثلة هذا الاختلافات هو الاختلاف في النظام الغذائي ومواعيده، وهذا مما يجعل العديد من المطاعم تستنفر في هذا الشهر الكريم، ولابد أن يرتبط هذا الاستنفار بتوخي السلامة كثيراً وبشكل كبير في عدة أمور، وأي إهمال عن قصد أو بدون قصد في وسائل السلامة قد يؤدي إلى مالا تحمد عقباه! وهذا ما سوف نتحدث عنه في حادث اليوم: خلال الشهر الفضيل تخصص الكثير من المطاعم مكاناً مباشراً، سواءً داخل المطعم أو خارجه، لتحضر ما يتميز به هذا الشهر من أطعمة كالسمبوسة والفلافل وغيرها من الوجبات، ولأن مثل هذه الأصناف تعتمد على القلي بالزيت فيكون خطرها كبيراً إما بحرق بالزيت أو إحتراق بسبب الزيت، ومطعم سالم من هذه المطاعم التي تتميز بمثل هذه الأصناف في شهر رمضان، ويأتي إليه العديد من الزبائن ولكن مشكلة هذا المطعم أن الجزء المخصص لطهي وجبات رمضان مكشوف، ويقع أمام المطعم ويفتقد لوسائل السلامة، كما أن زحمة الزبائن وتدافعهم قبل وجبة الإفطار يزيد من الخطورة، ففي أحد الأيام وقبل دقائق من أذان الإفطار ومع زحمة الزبائن دفع أحد الزبائن أثناء خروجه العربة التي تحمل إناء الطهي (بدون قصد) بسبب سرعته الزائدة حتى يصل منزله قبل أذان المغرب، وانسكب زيت القلي على العامل وعلى الموقد، مما تسبب في اشتعال الموقد واحتراق العامل بسبب الزيت المغلي، مما أحدث فوضى وصراخاً وربكة بين الحاضرين حتى قام أحد أصحاب المحلات المجاورة والذي يمتلك طفاية من نوع البودرة الكيميائية الجافة بمكافحة الحريق من بدايته حتى تمت السيطرة عليه، ولكن العامل كان واقعاً على الأرض يتألم من حرارة الاحتراق بسبب الزيت المنسكب عليه، وتم نقله بسرعة إلى المستشفى حيث أصيب بتشوهات وحروق من الدرجة الثانية في إحدى يديه وصدره وبعض أجزاء جسمه، فما حصل لمطعم سالم ربما لم يحصل لبعض المطاعم المخالفة، ولكنه لا يعني انه لا يحصل لغيره أو لم تحصل حوادث مشابهة، لذلك وخاصة أن المسببات موجودة، وبكثرة في مثل هذا الشهر، ولهذا لا بد أن يحرص أصحاب المطاعم والعاملين فيها على توافر وسائل واشتراطات السلامة المادية والمعنوية حتى لا تكون الخسارة.. وخاصة أن بعض الحوادث مؤلمة، فقد تؤثر على البشر أو على الممتلكات، بل إن بعضها ربما يجمعهما معاً، وحينها ينتج عن ذلك خسائر مضاعفة وفادحة!! ولهذا ففي ختام حديثنا نورد لكم أعزاءنا القراء بعض النقاط التي يكون فيها تأسيس قوي لأمور السلامة في مثل هذه الأماكن وفي نفس هذه الظروف وغيرها: - إرهاق العامل سبب في عدم تركيزه وقدرته على العمل، مما يكون سبب في وقوع العديد من المخاطر. - توفير وسائل السلامة من مخارج طوارئ ومطفيات حريق وكواشف خاصة وغيرها في المطاعم سبب في مكافحة الخطر من بدايته. - وضع اسطوانات الغاز في مكان بعيد عن الموقد أو أي مصدر حراري والتأكد من التوصيلات من أهم طرق الوقاية المهمة. - التأكد جيداً من حرارة زيوت القلي ووضع الأطعمة فيها بهدوء يحمي بإذن الله تعالى من أخطار الاحتراق. - التأكد من سلامة التوصيلات والأسلاك الكهربائية يقي بإذن الله من الاحتراق أو الصعق الكهربائي. - التخزين السيئ للبضائع سبب رئيسي في وقوع الخطر. - نظافة الأفران والمداخن وخلوها من الزيوت والترسبات المتراكمة من الاستخدام المتواصل من أهم أسباب الوقاية من الحرائق. - لا بد أن يكون موقع الطهي آمناً وبعيداً عن الجمهور. في الختام جعل الله السلامة طريقاً لنا جميعاً، ونسأل الله للجميع صياماً مقبولاً ورحمة ومغفرة وعتقاً من النار، وإلى اللقاء في المقال القادم.. والسلام عليكم.. وللتواصل [email protected]