مشهد (1) نهاري خارجي رجل يخرج من باب إحدى الفلل، في أحد أحياء الرياض.. يرفع رأسه..ينظر إلى السماء.. تبدو الشمس كقرص ملتهب.. يمسح بإصبعه عرقاً تفصد على جبينه، يتجه إلى سيارته الصغيرة..يفتح الباب.. يقوم بإدارة محرك السيارة.. يفتح النوافذ.. يسحب عدة مناديل ورقية ويمسك المقود.. يشغل مكيف الهواء.. يعلو أنين محرك السيارة..لا أحد في ذلك الشارع الفرعي.. إنه صباح يوم رمضاني.. يغادر الحي.. يغلق جميع نوافذ السيارة الزجاجية.. ليستمتع ببعض البرودة.. ويستمع لإذاعة القرآن الكريم.. السيارة تتجه إلى أحد المخارج لطريق مكة متجهاً من الشرق إلى الغرب.. أربع مسارات تصب في مسار واحد.. (صوت) أبواق سيارات.. هدير محركات.. سباق لمن يكون الأول للدخول إلى الطريق الرئيس، الكاميرا تتابع السيارة وهي تنتقل من المسار الرابع إلى الثالث ثم الثاني فالأول لتكون ضمن طابور السيارات في الخط السريع.. يمشي بهدوء.. يسمع بوق سيارة خلفه.. ينظر عبر المرآة.. سائق السيارة خلفه يومئ بيديه يريد أن يبتعد عن طريقه.. (صوت) «أنا في أقصى اليمين و أمشي بجانب الرصيف .. كيف أبتعد..» يعلم أنه لا يسمعه.. يشير إلى الرصيف.. ثم يشير إلى شاحنة أمامه.. ينظر إلى سائقي السيارات حوله.. لا أحد يبتسم.. بعضهم متلثم بشماغه.. (صوت) رمضان كريم .. هذا هو الصيام.. قطع مشهد (2) نهاري داخلي صالة كبيرة.. عدة مكاتب.. أحد الموظفين يقرأ القرآن.. الآخر رأسه يترنح ثم ما يلبث أن يزيح مجموعة من الأوراق من سطح مكتبه ليضمن مكاناً جيداً لرأسه.. (صوت) السلام عليكم.. يرد البعض السلام بتثاقل.. لا أحد يبتسم.. (صوت) رمضان كريم لا أحد يرد..يتجه إلى نافذة وسط الغرفة.. (صوت) الحمد لله سيارتي في مكان جيد .. يزيح ستارة لتدخل أشعة الشمس .. يصرخ الجميع «لا.. لا دعنا نكمل يومنا في الظلام» يغلق الباب.. تطفأ الأنوار.. تغلق الستارة معلنة بدء أول يوم عمل في رمضان. قطع