صدر حديثاً ديوان الشيخ الفارس المشهور: شالح بن هدلان ويحتوي على الكثير من قصصه، وأخباره، وأشعاره التي تتحدث عن الفروسية والبطولة والفخر والحماسة، والتي اصبحت مضرب مثل يفتخر بها التاريخ.. وهذا الديوان قام بتأليفه الأستاذ خليل بن ذيب بن هدلان، وقد تصدر الديوان مقدمة جميلة بقلم الأستاذ محمد بن سعد النهاري نقتطف منها قوله: (الحقيقة أن الأستاذ خليل وفق إلى حد كبير في جمعه وتحقيقه وترتيبه لهذا الموروث الثمين لأسرة آل هدلان الكرام. مع التنويه الأكيد والصادق بمجهود الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري في كتابه «أبطال من الصحراء» والذي حفظ لهؤلاء النخبة من الفرسان الأبطال هذه القصص والأشعار التي لايزال يفتخر بها أبناء اليوم ويرددونها لما حوته من قصص وأشعار تصور البطولة والوفاء والصدق والكرم والمروءة وحسن الجوار ومكارم الأخلاق والشيم عند العرب. ولا غرو ان يكون بطل ديواننا الشيخ شالح بن هدلان من أولئك الأبطال الذين ازدانت بأخبارهم وأشعارهم صفحات ذلك الكتاب المشهور). وجاء الديوان في ما يقرب من (350) صفحة من الحجم المتوسط، وبطباعة فاخرة، وورق ملون، واشتمل على شرح بعض معاني الكلمات الواردة في القصائد، وعلى العديد من المراجع التي اثبتها المؤلف في نهاية الديوان وأبرز تلك المراجع هو كتاب (ابطال من الصحراء) لمؤلفه الأمير الشاعر الراحل محمد الأحمد السديري مع بعض الزيادات المفيدة. واشتمل الكتاب على خمسة ابواب هي: الباب الأول: عن نسب ابن هدلان ومكانته بين قومه، وفروسيته، وشجاعته، وأبنه ذيب، وأخوه الفديع وتبادل الشعر بينهما.. ونختار من هذا الباب قصيدة شالح المشهورة في اخيه الفديع والتي تتحدث عن الوفاء والأخوة الصادقة والمحبة والاحترام المتبادل بينهما وذلك بقوله: لا وأخو لي عقب فرقاه باضيع كني بما يجري على العمر داري اخوي يا ستر البني المفاريع ومطلق لسان اللي باهلها تماري ما قط يوم شد بينن الفراريع يا كود مابين الكمى والمشاري ليته عصاني مرة قال ما طيع كود اني اصبر يوم تجري الجواري الباب الثاني: خصصه المؤلف لبعض القصص والأشعار النادرة في الشيخ شالح بن هدلان وأخيه الفديع، فمنها مالم يرد في اي وسيلة اعلامية ومنها ما ورد ذكره في العديد من الكتب والمؤلفات، وقد بذل المؤلف في هذا الباب جهداً لتحقيق تلك القصص وتوثيقها وإثرائها بما تستحقه من معلومات ايضاحية، كما اورد المؤلف في هذا الباب العديد من القصائد للعديد من شعراء قحطان. الباب الثالث: ورد في معظم القصص والأخبار لأبناء الشيخ شالح بن هدلان وأحفاده وأقاربهم التي لم يسبق نشرها. الباب الرابع: بعض الأشعار المعاصرة لشعراء من آل هدلان وغيرهم. الباب الخامس: مقتطفات من الشوارد والنوادر من اشعار الفارس شالح بن هدلان، وكذلك بعض من الفرسان والشعراء من قبيلة قحطان وغيرها. كما تحدث المؤلف الأستاذ خليل بن ذيب بن هدلان عن وفاة الشيخ شالح بن هدلان بقوله: (رحل الشيخ الفارس.. العلم النادر.. رحل وذكره مازال حياً.. رحل شالح جسماً وروحاً.. وبقي اسمه مجداً مخلداً بين امجاد التاريخ. فكان مجداً في شجاعته.. في فروسيته.. في حكمته.. في كرمه.. في اشعاره.. بقي مجده فخراً لقبيلة قحطان.. وفخراً لكل طيب وأصيل من القبائل الأخرى.. توفي الشيخ شالح بن هدلان بعد ان طعن في السن وعمر عمراً طويلاً، وكانت وفاته تقريباً عام 1340ه بالقرب من جبل (قردان) الواقع بالقرب من مدينة ضرما - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -.