سجَّلت جماهير النصر حضوراً لافتاً في أول تدريب للفريق الأول استعداداً للموسم الرياضي الجديد، والكثافة الجماهيرية لتدريب افتتاحي تمثل سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ النصر والأندية السعودية الأخرى؛ بل المعتاد أنْ يتبَع الغياب الجماهيري غياب في عدد كبير من اللاعبين، تعقبه تهديدات إدارية بمعاقبة المتغيبين والحسم من مرتباتهم، وعلى الرغم من أنَّ النصر مرَّ بمراحل تاريخية كان الفريق مليئاً بالنجوم الكبار إلا أنَّ الحضور الجماهيري للتدريبات وإنْ كان جيداً إلا أنَّه أبداً لم يكن قريباً مما شاهدناه الجمعة الماضية. وإذا كانت جماهير النصر أكدت من جديد شعبيتها الجارفة وأنها جماهير عاشقة، وحبها لناديها يزداد شغفاً، فإنَّ امتلاء المدرجات الصفراء عن بكرة أبيها في التدريب الأول يمثل بلا شكٍّ استفتاء ترحيبياً بالإدارة الجديدة، ومباركة لخطواتها بالتعاقدات المحلية والأجنبية، التي ستغير بالتأكيد شكل الفريق النصراوي، وربما تعيد خارطة الترتيب في الدوري السعودي عند اكتمال هذه الخطوات الموفقة. النصر الذي عانى سنوات طويلة من غياب فني قاده للابتعاد عن البطولات لن يكون من السَّهل أنْ يتحول بين عشيَّة وضحاها إلى فريق بطل؛ في ظلِّ ما يملكه الآخرون من نجوم محلية مميزة، وأجانب كان لهم المساهمة الفاعلة في التوزيع الذي آلت إليه البطولات السعودية الأربع. البداية النصراوية المشتعلة جماهيرياً، والمميزة على صعيد حضور اللاعبين قبل الدخول في المعسكر الإعدادي المنتظر في برشلونة بقيادة المدرب الأورجواني داسيلفا تقدم إشارات إيجابية نحو مستقبل أفضل، والمهم في المرحلة المقبلة التركيز على مواصلة العمل، وأنْ تتوقف تصريحات الوعود بالبطولات من مسؤولي النصر، وتحميل أنفسهم المسؤولية في حال عدم تحقيق ذلك؛ لما يشكله من ضغط نفسي على الفريق الذي لا يزال يبحث عن نفسه، واللاعبون الجدد من السعوديين، والأجانب هم بحاجة للوقت لتتجانس المجموعة بعد التغييرات الجذرية التي طرأت على الخارطة الصفراء. باختصار **داعم الفئات السنية بنادي النصر يسجل مواقف تاريخية دون أيِّ ذكر لاسمه؛ فبعد مساهمته الفاعلة في تسجيل عدد من المواهب، والتصدي للالتزامات التي لا تنتهي، والتكفل بحافلة لنقل اللاعبين يأتي المعسكر الإعدادي لستين لاعبا من الناشئين والشباب في الإسكندرية تتويجاً لدعمه الكبير الذي سيجني منه النصر ثماره في المستقبل القريب. **أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله كان منطقياً في تصريحه بعد توقيع الأرجنتيني فيقاروا؛ حين أثنى على التعاقدات الصفراء مع تأكيده على أهمية عدم استعجال النتائج، ومطالبة الجماهير بالصبر. **صفقة الشباب مع لاعب الوسط الليبي طارق التايب متى تمَّت؛ فإنَّها تعني أنَّ التعاقدات الشبابية أفضل منها في النصر؛ وهو ما يؤكد أنَّ كل الأندية تعمل. **مواصلة العمل خيرٌ من الوعود بالبطولات.