أحدثت خسارة النصر من الفتح 12 بالرياض ردة فعل جماهيرية عنيفة، وتبعها تغطية إعلامية واسعة ربما تجاوزت المألوف بالنظر لكون الهزيمة حدثت في بداية الدوري، ولا تمثل أكثر من كونها فقدان ثلاث نقاط في حسابات المنافسة على البطولة الكبرى؛ غير أن التوجه الإعلامي الذي تركز نحو (الأصفر) سببه المكانة الكبيرة لهذا النادي العريق وجماهيريته الواسعة التي لم يضعفها غيابه الطويل عن البطولات؛ فضلا عن أن التوقعات بحضور نصراوي مختلف قبل انطلاق الموسم قوبلت بهزيمة ثانية من أربع مباريات سبقت فترة التوقف، وكانت أمام فريق يفترض لمن يرغب في المنافسة على المراكز المتقدمة أن لا يجد صعوبة في تجاوزه في الظروف الطبيعية؛ فما بالك والحال التي كان عليها الفتح منقوصا من لاعب مطرود يسجل هدفه الحاسم في غياب لاعب آخر يتلقى العلاج!!. خسر الأهلي من الهلال بأربعة أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة، ولم يتعرض الفريق الأهلاوي لنقاش أوضاع وبحث عن حلول، وأظن أن مرور هزيمة مؤلمة للنصر مرور الكرام مستقبلا فيما لو حدث ودون أن يتبعها نقاش كبير سيمثل تغيرا سلبيا، والمتابع يلحظ أن فرق النصر والهلال والاتحاد فقط هي من تواجه ردود فعل عنيفة عند الخسائر أكثر من غيرها، وحين نعود لخسارة الشباب من الرائد بالرياض برباعية بداية دوري العام الماضي وكأن شيئا لم يكن أمكننا أن نلحظ الفرق، وحتى لو بررنا ذلك بعدم امتلاك الشباب لقاعدة جماهيرية، إلا أن وسائل الإعلام والقنوات الرياضية ببرامجها المختلفة لم تلقِِ لتلك الهزيمة التاريخية بالًا. إدارة النصر أكثر من يعلم بخطئها في حرمان الفريق من لاعب آسيوي رابع هو أكثر الأندية حاجة لخدماته، وأكثر من يدرك تبعات غياب القرار الصحيح في التعامل مع الأجهزة الفنية، والذي قاد لإعداد فني ولياقي ضعيف، زاده تعقيدا توظيف غير مناسب للاعبين، وإن كنت على الدوام من مؤيدي الاستقرار الفني وعدم وضع المدربين أكباش فداء عند الخسائر ومنهم الأرجنتيني جوستافو كوستاس إلا أن المباريات الأربع تشير لعدم قدرته على تحضير لاعبيه جيدا، وتعامله الخاطئ مع المتغيرات كشفها انقلاب الطاولة عليه أمام الفتح من فوز بهدف وحيد إلى خسارة قهرت الجماهير، وما زادها قهرا الأداء الضعيف لعدد من اللاعبين، وغياب الروح التي برزت لدى المنافس. الوقت لا يزال باكرا للمنافسة على المقاعد المتقدمة، والنصر يملك عناصر محلية جيدة خلافا لما يحاول أن يروج له البعض؛ باستغلال الخسارة الأخيرة لتجريده من أي ميزة، وهؤلاء اللاعبون يحتاجون لبذل الجهود المضاعفة والتدريب المتواصل، وكذلك أن يجدوا مدربا يعرف إمكاناتهم، ويوظفها التوظيف الصحيح، والإدارة النصراوية بحاجة لقرار عاجل يعيد توازن الفريق طالما أننا في بداية المشوار بالمبادرة بإعادة المدرب الأورجواني جورج داسيلفا الذي صنع فريقا هجوميا قويا العام قبل الماضي، وقاده للمركز الثالث واستحق حينها أكثر من ذلك، بعد أن كان النصر الأكثر حصدا للنقاط في الدور الثاني وهو الذي لم يختر الأجانب وواجه ظروفاً صعبة بالإيقاف ثماني مباريات دون خضوعه لتحقيق، وإصابة عدد من اللاعبين فضلا عن قضية لاعب المحور حسام غالي التي برئ منها، بعد أن طارت الطيور بأرزاقها!!.