ارخى ليل العام الدراسي سدوله وتنفس صبُح الإجازة عن شذائه العبق وأيامه، وما أن ونحن في فترات الإجازة الصيفية فلا نفهم من أن الحياة إلا مجرد كدح وعناء فللترويح عن النفس نصيب ولربما البعض قد أخذ وعوداً من رب الأسرة مسبقاً. قبل بدء الإجازة كثفت الأسر اجتماعتها على طاولة المفاوضات عن كيفية قضاء إجازة الصيف فهناك من يرغب قضاء هذه الإجازة في ربوع بلادي متنقلاً بين المشاعر الدينية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ثم الانطلاق إلى المصايف بحثاً عن الجو البارد أو المعتدل فحرارة الجو لا تطاق ومع ما تنعم به بلادنا من مصايف ومراكز تجارية وترفيهية مكيفة وإن كانت الأسعار مرتفعة نوعاً ما فهي مناسبة على الأقل أنت في بلدك الأمن بعد الله وبإمكانك العودة إلى مدينتك بدون عناء ومشقة السفر الطويلة مع توفر وسائل النقل إلى جانب التواصل بين الأقارب والبعض فضل السفر إلى خارج المملكة وكان الله في عونهم على تحمل الشيل والحط والوقوف مع الطوابير في الداخل والخارج والحجز والبحث عن السكن المناسب في حال أن الأسعار متقاربة في الداخل والخارج وعند العودة نفس الموال بل أشد والبعض الآخر لم تمكنه ظروف ترتيبات مناسبات الزواج بشقيها نساء ورجال التي تسير وفق حاجة وتكيف صاحب المناسبة بدون تنظيم يحتل زواج الأقارب المركز الأول فهو على امتداد مدة الإجازة بدون توقف إلى جانب الأصدقاء وهذه الفئة فضلت البقاء في البيوت إذ أن الميزانية التي وضعتها لا تغطي حتى المناسبات في أجواء ساخنة مادياً فكل مناسبة لها ثلاثة فروع حضور سهرة الخطوبة فستان واكسسورات وخلافها وحضور عقد القران بأكثر من تكلفة الخطوبة وحضور ليلة الدخلة الليلة الحاسمة لا بد وأن تحضر الفتاة بشكل مختلف من الفستان إلخ ويضاف لها الذهب فكم تتخيلوا تكلفت أسرة مكونة من خمس بنات في مناسبة واحدة مضاف إليها فاتورة الجوال هذا خلاف رفدة الرجال فالأمر أصبح محسوماً أن جميع مناسبات الرجال تبدأ من 25 من الشهر وتنتهي في الخامس من الشهر الذي يليه بمعدل كل ليلة عشر مناسبات تقل أحياناً وتزيد أحياناً كم ذبيحة استهلكت وكانت مصيرها الزبالة لعدم وجود مدعوين وكم مبلغ الرفدة في هذه الليلة واضربوها في بقية الأيام ولا تنسوا فاتورة الكهرباء والجوال كل أمر يخلو من التنظيم فهو قليل النجاح ومكلف ومرهق فلماذا لا تنظم تلك المناسبات لسببين السبب الأول هو أن تعطي فرصة للمدعوين للحضور بأكبر عدد ثم إن البعض ليس له دخل سوى هذا الراتب الذي يتزامن صرفه مع المناسبات لو اقتصرت المناسبات على الأهل والأقارب وراعوا تكلفة الزواج والقضاء على الشروط التي تثقل كاهل العريس مثل حفلة الخطوبة والشنطة والوعدية فهذا لو قلصت وحل المهر بدلاً منها لكان الأمر فيه خير للعروسين. المبالغة في المهور وتكاليف الزواج جعل الشباب يعزفون عن الزواج من الداخل ناهيك أنه ما أن تنتهي مناسبات الزواج إلا ويحل علينا شهر رمضان وما أدراك ما رمضان فالمصاريف فيه تتضاعف من البداية إلى يوم العيد ثم يحل علينا بعده العام الدراسي الجديد وهو أيضاً يحتاج إلى مصاريف فكان الله في عون الموظفين وذوي الدخل المحدود وربنا يتمم بخير وإجازة سعيدة.