ينتظر الجميع انتهاء الامتحانات النهائية في المدارس والجامعات ليبدأ كل واحد في تنفيذ مخططاته لشغل الإجازة الصيفية بأنواع من المناسبات والبرامج والسفريات، وعلى رأس تلك المخططات حفلات الأعراس التي تنطلق بمجرد إعلان نتائج الاختبارات وإنهاء الأعمال وتجمع الأقارب، إذ تشهد مناطق المملكة خلال هذه الفترة إقامة آلاف الحفلات في الصالات المخصصة والاستراحات والأماكن العامة، كلٌ بحسب عاداته وثقافاته. ومن اللافت في مناسبات الزواج في منطقة نجران التي تحيي الجماهير العشرات منها بأداء الفنون الشعبية النجرانية كالرزفة والطبول، ما يسمى ب«المعونة» وهي تقديم العون المادي للعريس من عدد من أطياف المجتمع، حتى إن العريس في معظم الأحيان يتلقى معونات تصل إلى أكثر من كلفة الزواج، إذ تصل إلى نحو 200 ألف ريال نقداً، فضلاً عن الهدايا الأخرى، إذ يحرص النجرانيون على تقديم المعونة للعريس في ليلة فرحه من أفراد قبيلة العريس وأصدقائه وزملاء العمل أو الدراسة. وتتميز المعونة بأنها تقدم للعريس في تقليد جميل، فعندما يوجه العريس الدعوة للحضور يتوافد المدعوون إلى مكان الحفلة في جماعات، كل مجموعة تفد بعد مراسم استقبال المجموعة السابقة، ويتجمع أفراد المجموعات في مكان قريب من موقع المناسبة بعد أن يكونوا جمعوا مسبقاً مبلغاً جيداً من المال ويقبلون في صف مستقيم يرددون أبياتاً من الشعر يسمى «الزامل» وهي أبيات تتضمن التهنئة للعريس، وعند وصولهم يتقدم أحدهم ليعلن تقديم المعونة ومبلغها للعريس وهكذا، وكذلك تقدم الهدايا الخاصة للعريس مثل تشكيلات من العطور أو العود أو أنواع من البشوت وغيرها. ويبدو العرسان الجدد وهم يستعدون لدخول القفص الذهبي أكثر انشغالاً وسعادة هذه الأيام، إذ يتابعون الاستعدادات والتجهيزات لدعوات الزواج، ويخططون لقضاء شهر العسل الذي غالباً ما يكون في ربوع الوطن، وها هو محمد عبدالله المنشغل بتجهيز حفلة زواجه يقول: «كنت مشتتاً نوعاً ما بسبب انشغالي بتجهيز بيت الزوجية، والتنسيق لخوض تجربة جديدة، ولكنني وجدت باستشارة أصدقائي من ذوي الخبرة عزاء بعض الشيء، وأمامي الآن مشوار آخر يتمثل في بقية التجهيزات مثل مراسم الزواج ورحلة شهر العسل التي ستبدأ في أبها وتمر بالطائف وجدة ومكة وتنتهي بالعودة إلى نجران. وكانت بعض القبائل في المنطقة أبرمت اتفاقات بين أبنائها لتحديد مهور الزواج وكلفة الزواج، كان آخرها قبل نحو عام تمثل في اتفاق أفراد إحداها على مبلغ 50 ألف ريال مهراً للبكر والثيب، يخصص منها 35 ألفاً لشراء حاجة الزوجة من الذهب، وأن يتكفل الزوج بأمور الضيافة، وأنه لا يحق للزوج دفع مبلغ أكثر من المتفق عليه بأي طريقة، ولا يحق لوالد الزوجة قبول أي مبلغ إضافي، إلا أنه يحق لولي الزوجة تقديم المساعدة للزوج.