- متى يكون المترجم قادراً على ترجمة نص أدبي إلى لغة أخرى؟ الكاتبة والناشطة في علوم الترجمة الدكتورة أميرة كشغري، اعتبرت أن الترجمة الأدبية هي أصعب أنواع الترجمة، معللة هذا لكون الترجمة هنا ليست مجرد نقل للمعنى بل نقل للمعنى مع الحفاظ على روح النص وثقافته أسلوباً ومناخاً وميولاً، إضافة إلى الاحتفاظ باللبس والإيحاءات الكامنة داخل النص. ومضت د. أميرة في إجابتها قائلة: الترجمة الأدبية تتطلب إعادة إنتاج نوعين من اللغات الأولى: لغة (المحتوى) والتي تتطلب التعامل مع الوظيفة التعبيرية للغة كي تنقل المعنى الدقيق للنص، أما الثانية فلغة (الشكل الأدبي) والتي تتطلب التعامل مع الوظيفة الجمالية للغة كي تنقل المعادل الوظيفي للرمزية والمجازية في النص الأصلي، وبالإضافة إلى ذلك فإن ترجمة النص الأدبي تحتاج إلى ثنائية ثقافية تمكن المترجم من نقل ثقافة لغة النص الأصلي إلى ثقافة لغة النص الهدف، وهنا يصبح التعبير عن المعنى لا يرتبط فقط بنقل المعاني من خلال الكلمات بل قد تكون الجملة أو البيت كما في الشعر، أو النص كاملاً ضمن ثقافة معينة هو ما يحدد المعنى. وقالت د. كشغري: بناء على ذلك يصبح عمل مترجم النص الأدبي مثل عمل النحات الذي يعيد بناء القديم ويشكله في قالب جديد محتفظاً بروح النص الأصلي. وكل هذا يعتمد على قدرة المترجم الإبداعية في خلق شكل جديد بلغة الهدف يحمل روح لغة النص الأصل. والمهارة تكمن في طريقة تعامل المترجم مع المادة الخام أي اللغة بشقيها: المحتوى والشكل. واختتمت د. أميرة إجابتها مؤكدة على أنه متى ما تمكن المترجم من هذه الأدوات سيصبح بإمكانه ترجمة النص الأدبي، منبهة إلى أنه ليس شرطاً أن يكون الأديب هو أفضل من يترجم النص الأدبي.