يتهدد الجفاف بئر هداج الأثرية الشهيرة الواقعة وسط المنطقة التاريخية في تيماء القديمة، حيث شهدت البئر خلال السنوات الماضية تذبذبا ملحوظا في مستوى مياهها وخلال بعض أيام هذا العام حصل تراجع حاد في كمية المياه الموجودة في جوفها مما ينذر بخطر حقيقي يتهدد البئر ودورها التاريخي العظيم الذي قامت به خلال العقود الماضية، الأمر الذي يستدعي تدخل الهيئة العامة للسياحة والآثار لوضع حلول علمية عاجلة تقي هذه البئر من الاندثار وتضمن استمرار تدفق المياه فيها لتبقى معلما تراثيا بارزا في المنطقة وعلما سياحيا يؤمه كثير من الزوار من داخل البلاد ومن خارجها فهداج تعتبر أعظم بئر أثرية قديمة في المملكة وأشهرها على مستوى الجزيرة العربية بعد بئر زمزم وكان لها دورا هاما في حياة الأقدمين في المنطقة خلال العصور الماضية لتتداعى عليه عوامل الزمان والإنسان. ويقدر عمر البئر بأكثر من 2500 عام، وتعرضت البئر خلال تاريخها لكثير من الكوارث الطبيعية كالفيضانات مما عرضه للطمر أكثر من مرة، كما زارها الكثير من الرحالة العرب والمستشرقين، وقد أطلق عليها بلفظ المذكر "شيخ الجويه" أي شيخ الآبار، وضرب بها المثل بالكرم فقيل "أكرم من هداج تيماء"، ووصفت أنها الطابع المميز لمدينة تيماء، وكان عليها ما بين ثلاثين إلى مائة سانيه تنزح المياه من جوفها. وقد زارها جلالة الملك سعود – رحمه الله – عام 1373ه وأمر حينها بتركيب أربع مضخات وذلك لمساعدة الأهالي في إخراج المياه من جوفها لأغراضهم المختلفة، وعمل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك على ترميم البئر وإعادتها إلى وضعها التراثي القديم تحت مسمى "مشروع الملك سعود لترميم بئر هداج" وذلك على نقته الخاصة، كما قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بزيارة للبئر مطلع العام الماضي ووجه حينها بتطوير البئر والمنطقة المحيطة به. ويتم حاليا انشأ مركز زوار للبئر وهو عبارة عن متحف متكامل يحكي تاريخ البئر.