بيدي أسدلت الستار على وجنتيه - بعد آخر قُبلة ذت آلامها - والد، أخ، حبيب، قريب، صديق - بل تعدى النفس في حبها. عبدالله وحبيب الناس صليت عصراً وعزمت خيراً - فلك بإذن ربك الجنان وثمارها - أفرحت الصغار وأحبك الكبار وألفك الشيوخ - فهنيئاً لك دعواتهم الصادقة - فما أشبهك بأبيك محمد أبو سميح - رحمه الله تعالى - رجولة وشهامة وإقداماً ندر أمثالكم في زماننا. عاهدت نفسك وصلت من أحبهم والدك ووفيت - لممت شملاً ووصلت قرابة وأحسنت لجار. وأرضيت أماً فطوبى لمن نال رضا أمه - أحسنت إليها وخفضت الجناح لها وجاهدت لإسعاد قلبها. فيا لعلقم صبرها لفراق غاليها - كنت رحمك الله تجسيداً للإيثار وحب الخير للغير - أثابك الله تعالى وجزاك خير الجزاء الجنة. عزاؤنا أن خلفك الأخ الحبيب سعد - حفظه الله تعالى - وأمد في عمره على الطاعة وجعله ذخراً للجميع، ثم بأبنائه محمد ومشعل وسعد فكونوا كما يريد وانهجوا نهجه ونهج والده - رحمهما الله تعالى وأسكنهما فسيح جناته والمسلمين أجمعين..