بدأت قمة قادة مجموعة الثماني امس أعمالها في مدينة لاكويلا الايطالية بغداء عمل يجري خلاله بحث وضع الاقتصاد العالمي. ومن المقرر ان يبحث قادة الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا واليابان حتى الجمعة اسوأ ازمة عالمية تشهدها فترة ما بعد الحرب مواضيع التغير المناخي ومكافحة الفقر وملف ايران التي تثير انشطتها النووية قلق المجموعة الدولية. وستوسع المحادثات الخميس والجمعة لتشمل القوى الكبرى الناشئة ودول افريقيا ومنظمات دولية. وينتظر مشاركة حوالي اربعين رئيس دولة وحكومة ومسؤول من مؤسسات دولية في قمة لاكويل وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني اعلن امس الاول ان قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني "ستفتتح في ظل بوادر طيبة" نتيجة تحسن العلاقات الروسية الاميركية. وقال برلوسكوني خلال مؤتمر صحافي قدم خلاله قمة مجموعة الثماني ان "القمة ستفتتح في ظل بوادر طيبة ... لاننا تخطينا التباعد" بين الولاياتالمتحدة وروسيا كما تشهد عليه زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موسكو.واضاف ان عشرة اعلانات اصبحت جاهزة حول الارهاب والحد من انتشار الاسلحة النووية والبيان الختامي مشيدا باعمال التحضير للقمة. وقدم برلوسكوني ايضا سير اعمال القمة حيث يخصص اليوم الاول للمحادثات بين قادة دول مجموعة الثماني (الولاياتالمتحدة والمانيا وفرنسا وكندا وروسيا واليابان وبريطانيا وايطاليا) على ان يخصص اليوم الثاني لمجموعة ال14 (مجموعة الثماني زائد المكسيك والصين وجنوب افريقيا والبرازيل والهند ومصر) واليوم الاخير سيخصص لمسائل افريقيا مع ممثلين عن دول من هذه القارة. وقال برلوسكوني "في اليوم الاول، تمثل الدول المشاركة في القمة حوالي 50% من الاقتصاد العالمي في حين ننتقل الى 80% في اليوم الثاني مع حضور الدول الناشئة ومصر". رئيس الوزراء الكندي يسير امام احد المنازل التي دمرها الزلزال في لاكويلا(رويترز) واكد ايضا ان مجموعة الثماني ستطلق مبادرة ضد الجوع في العالم بقيمة تتراوح "ما بين 10 و15 مليار" دولار، وفق ما ذكرت صحيفة فاينانشل تايمز الاقتصادية البريطانية الاثنين. وتطرق الى الملفات الدبلوماسية الكبرى المطروحة على جدول اعمال القمة ومنها كوريا الشمالية وايران، فأقر بوجود موقفين متعارضين بشأن الملف النووي الايراني. وقال "هناك من جهة (الدول) المؤيدة للعقوبات مثل فرنسا التي تعرفون جيدا موقفها ولا سيما اثر اعتقال الطالبة" في اشارة الى اعتقال طالبة جامعية فرنسية في طهران ما ادى الى تصعيد التوتر بين البلدين. وتابع "هناك في المقابل المعارضون للعقوبات لانهم يعتقدون انها لا تأتي بنتيجة". واذ قال "انا شخصيا اؤيد الحوار"، اشار الى ان سياسة اليد الممدودة لايران التي تعتمدها واشنطن لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية. وختم مستبعدا "اي خطر" على القمة نتيجة اي هزات ارضية قد تقع مؤكدا ان المباني التي ستؤوي القمة مطابقة لمعايير مقاومة الزلازل. من جهة ثانية اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلدت في مقال مشترك نشر بصحيفة "سفينسكا داجبلادت" اليومية السويدية أن قمة دول مجموعة الثماني "فرصة فريدة" لاتخاذ موقف مشترك إزاء قضية تغير المناخ.وقال باروسو ورينفيلدت في المقال إن التوصل لاتفاق ناجح في كوبنهاجن "سيظهر أننا جادون في التعامل مع تحدي المناخ. وأن هذا سيولد الاستثمارات الضرورية لخلق اقتصاد أخضر وتوفير وظائف جديدة وقيادة النمو خلال العقدين أو الثلاثة المقبلة.. الذين يدركون هذا الأمر اليوم سيكونون الرابحين غدا".