أيقونة فريدة مُتفرّدة ولكنهم لا يتعلمون منها، قصّة نجاح لا تتكرر في سفر الخالدين وما يبرز اليوم في واقع الأمر سوى أنصاف المُغنين وأشباح أدواتها لا تتجاوز مفاتن تُدلق لأعين ظامئة حتى لعورة نملة تتلصص على مؤخرتها، وهذا في ظني بل إنني أجزم بأنها أتعس أحوال الفن الغنائي المُعاصر، في خمسينيات و ستينيات القرن المنصرم برز أعظم الفنانين العرب ولو عددتهم لعجزت المساحة عن استيعابهم ولم تعجز الساحة آنذاك فيهم فلكل منهم معجبوه وذائقة المتلقي الفنيّة آنذاك في أوج نضجها والوسائل الاتصالية ( صحف، مجلات، إذاعة ، تلفزيون، سينما، مسرح غنائي) كانت في لهاث متواصل من أجل تغطية الأنشطة الفنية الغنائية بكل ما فيها من فعاليات وراء بعضها وكان التنافس على أشدّه فمن الذي ينسى تنافس عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش أو ست الكل أم كلثوم وبقيّة النجوم فايزة أحمد ، شادية، وردة الجزائرية، أسمهان، ليلى مُراد، وغيرهن في الشام والعراق والمغرب ؟؟ وكان هناك (غرنوق) مُختلف ، شادي لا يُنافسهُ غيره بل حتى أعذب تغريد الطيور مثل البلابل التي توصف بعذوبة أصواتها نافستها نهاد حداد وهو بالمناسبة اسم فيروز الحقيقي ، اليوم يا جماعة الخير وبعد كل تلك المُعجزات التي أنتجتها حُنجرة تلك الأيقونة من يسمع بأخبارها متى تأكل وتشرب وتسهر وماذا تسمع ومع من تخرج ، إجمالاً ما هي أخبارها ؟؟ لا أحد يعرف بل لا أحد يجرؤ على التقوّل عليها أو التطفّل على تفاصيل حياتها ، هي لُغز وُلِدت ولُغز عاشت وشلّعت دُنيا الغناء والفن بطيفٍ يسمعه الولهانون ثم يختفي ، اين؟؟ لا أحد يعرف، صوت جميل يُغرد للذويقة يسحرهم ثم يتلاشى في سماواتٍ لا أحد يستطيع التكهّن اين موقعها؟؟ أقول راجعوا الصفحات الفنيّة والملاحق الغنائيّة وما يُنشر فيها من أخبار وأقاويل عن زواجات وطلاق ردح علني أشبه بالعوالم وتراشق بين من يُسمين أنفسهن فنانات ناهيك عن أخبار ألبومات لأصوات أشبه بالزحير. فيروز المُغنية ذات الصوت الأجمل الذي غرس في وجداننا معنى السحر الحلال لكِ المجدِ والبقاء وليت البقيّة يتعلمون منكِ معنى الشموخ وعزّة النفس.