لسنا أنبياء مقدسين عن الخطاء وكل جنس يحتاج للجنس الآخر حتى لو كان هذا الاحتياج غير مشروع لا بالشرع وبالعادات والتقاليد وجنس الأنثى معروف بالعاطفة الجياشة ويقودها القلب أكثر من العقل ولو كان غير ذلك لما أوصى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم رفقن بالقوارير وقوله استوصوا بالنساء خيراً. وفي مجتمعنا كثيرا ما سمعنا أو قرأنا وربما شاهدنا نماذج عن استفزاز الفتاة سواء بصورة أو تسجيل أو حتى إهانة لكرامتها. هي.. أحبته بصدق ودخلت معه مدن الأحلام لم تشعر يوماً بالهانة لنفسها كانت تنتظر أن نهاية هذا الحب رباط مقدس أو هكذا رسم لها؟ لم تتلاعب معه كانت تظن أن الصدق في الحكاية يكفي والنقاء في الحب يكفي والوفاء بالغياب يكفي؟ كانت تبحث عن الحب وبعد أن وجدته أرادت أن تتوجه عرف أدق تفاصيل حياتها وسكنها وأهلها كل ذلك من أجل الاحتفاظ فيه طلب أن يقابلها وحدهم وطلبت أن تفكر بالموضوع جلست وحدها تفكر بالطلب ودار في رأسها سؤال واحد ماذا لو انكشف أمرنا ونحن في خلوة غير شرعية كيف يستقبل أهلي الخبر؟ تعرفهم جيداً وتحفظ تضاريس أحزانهم وتميز أصوات ضحكاتهم في زحمة الفرح تتوقع أن يفترس الذهول عقل والدتها فتعجز عن البكاء فحزنها الوحيد الذي لا تستطيع وصف ملامحه وتتوقع أن ينهار أبوها كالجبل حين يصله النبأ فيبكي بحرقة الأب المفجوع بعرضه السليب ويدخل بحالة صمت يعلن فيها أن الموقف أكبر من الكلام وان الموت أعظم من استمرار الحياة تتوقع أن يبكيها إخوانها لا يبكون من أجلها إنما يبكون على حالهم بعد فعلتها ويموتون ندما على منحها الثقة وان موتها أقل بكثير من عقابها. وتتوقع أن تدخل أخواتها بحالة بكاء متواصل لعلمهن أنهن بحاجة حنانها وعطائها تتوقع أن تبكيها صديقتها المقربة وحافظة أسرارها لأنها تعرف أنها ليست خائنة إنما هي عاشقة بكت بحرقة وهي تفكر وقررت القرار السليم ألا تقابله وطلبت أن يأتي يخطبها وتكون علاقتهم بالنور فكانت إجابته مستحيل ارتبط بكي وآمنك على عرضي وأولادي وأقاسمك أنفاسك فثقتي بكي أصبحت معدومة عندها فقط تشعر أن الموت أبهى عندما تكتشف من منحته قلبها كان يتسلى بها ويستغل عواطفها وبعد أن أضاعت الأيام والليالي معه وعاشت الأوهام. نحن لا نشجع هذه العلاقات بل هي علاقات موجودة وتزداد مع تقدم التكنولوجيا والدليل أن المملكة العربية السعودية المدينة الخليجية الوحيدة التي أقامت برامج مباشرة بحضور مشايخ عن استفزاز الفتيات ولقاء اتصالات لا تحصر من فتيات تعرضن للابتزاز وبعضهن نجح المبتز بنيل ما يريد. السكوت عن المشكلة لا يحلها ولا نظهر بأننا مجتمع مثالي منزه متبع الأمور الدينية بجميع تصرفاته نحن مجتمع يحكمنا القرآن الكريم والسنة النبوية والعادات والتقاليد ويوجد بنا الصالح والطالح. ليست كل فتاة سلكت مثل هذه الأمور سيئة وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. علينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية لتزايد هذه العلاقات. وعن ماذا تبحث الفتاة من وراء هذه العلاقة عن حب مكلل بالزواج أو تبحث عن شخص يشعرها أنها أنثى ومرغوبة خاصة من تعدت 30 سنة دون زواج. أو تبحث عن شخص تستغله ماديا تحت شعار الحب أو تبحث عمن يساعدها بقضاء وقت الفراغ أم تريد أن تعيش الحب؟ وعن ماذا يبحث الشاب من خلال هذه العلاقة عن حب يثبت رجولته أو يبحث عن إشباع غرائزه أو يبحث عن استغلال مشاعر ثم استفزاز ولماذا الفتاة وحدها من تدفع الثمن أليست الأخلاق والقيم يحاسب عليها الشاب؟؟ الختام العشق وحده هو الذي يجعلك تبكي في الزحام وبين الجموع حين يغمرك الشوق لذلك الساكن في أعماق قلبك.