قديماً قالت العرب (هذا بيت القصيدة) وهذا يعطي انطباعاً أولياً أن النص الأدبي ربما يختصر في بيت واحد، تجتمع فيه كل معطيات النجاح، فيحفظ وتتناقله العامة، وتكون معانيه عميقة المضمون والمحتوى، واليوم عندما نتناول هذه الرؤية من منطلق التدقيق والتأكيد على مصداقية هذا القول فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع سلخ البيت عن القصيدة وإن انسلخ بحد ذاته، بل نراه جزءاً لا يتجزأ من النص لأنه عاش مراحل التكوين كاملة، وإذا كان الشاعر يفخر بهذه النوعية من الأبيات فإنه دائماً ما يؤكد على أن أبيات قصيدته متساوية في الأهمية وإن فرق بيت على آخر، ولكن لا يمكن إلغاء ذائقة المستمع أو المشاهد أو القارئ وعلينا احترامها وتقدير الإجماع على اختيار بل انتقاء بيت ربما هو بالنسبة لهم يعادل قصائد! أما اختياري فهو هذا البيت للشاعر سليمان الهويدي: فقدنا حياة البدو مع شوفة المظهور ولا عاد به بدو ولا الطرش له حنة وليس بالضرورة في هذه الزاوية إيراد بيت من قصيدة أو بيت يتيم فالأهم هو انتقاء بيت بالفعل يعادل قصيدة ولكن ذلك لا يمنع من إيراد النص كاملاً إذا أمكن وإليكم قصيدة الشاعر الهويدي التي تمناها كثير من الشعراء: عشقت القمر حيث القمر ينبعث به نور واخص الليالي البيض تزهاه ويزهنه وأحب الهوى لاهب من خايع ممطور وريح النفل حيث النفل طيب الخنة وأحب الجمالة والجمالة عمل مبرور وأحب الغناة وعز نفسي عن المنة وأحب الصراحة والصراحة بها مسرور حيث ان الصراحة تقطع الشك والظنة وأحب الكريم اللي يفرج عن المعسور اليا من عطى حتى اهله ما دروا عنه أحب الرجال العارفة وأكره المغرور من اغتر في بعض المظاهر يغرنه سقا الله ليال ماضية قبل هدم السور نحفر العدود ونشرب الماء من الشنه نشوف البنات اليا اوردن كنهم الحور مهار مشاويلن بالاعياد معتنه على الماء تشوف بيوتهم كنهن القور كثير القبايل تقطن العد بالكنه على البال ذكراها ياليت الليالي دور يا ليت الليالي ما خذنه يجيبنه تذكرت شيبان لنا يوم حنا بزور يحثوننا بالطيب والفرض والسنة لو عاشوا حياة قاسية في بحر وبرور عسى الله يعوضهم بما فات بالجنة لو دورن مضى من بينهم وين ذاك الدور ماضٍ مضى له ذكريات يحلنه يوم الذهب ما يلبسونه بدون خصور جمال النسا ما هو من السوق يشرنه فقدنا حياة البدو مع شوفة المظهور ولا عاد به بدو ولا الطرش له حنة