الدبلة في حياة السعوديين توضع الدبلة في أصبع البنصر في اليد اليمنى وقت الخطوبة وتنقل لأصبع البنصر في اليد اليسرى عند الزواج ويلبسها النساء من الذهب أو الألماس والرجال من الفضة، هذا الخاتم الذي لا يعني سوى الارتباط والود حّمله البعض ما لا يطيق من عدم إجازة لبسه وأنه من عادات الغرب الدخيلة علينا وغيرها من العبارات ذات العيار الثقيل التي تطلق في غير مكانها أحياناً، كما أن الدبلة معتاد لبسها في منطقة الحجاز والشرقية أكثر من المنطقة الوسطى بالنسبة للرجال، حتى أن بعض الشباب في المنطقة الوسطى لبسوها فعلاً وبسبب تعرضهم للسخرية و»التنكيت» حال دون استمرارهم في ذلك، وفي هذا التحقيق سنتحدث عن أهمية الدبلة في حياة المتزوجين وماذا تمثل في تلك العلاقة؟، وهل هناك مواقف يتعرض لها الرجال بشكل خاص بسببها. سخرية وتشبه بالمرأة تقول سارة زيد العيسى «معلمة متزوجة» منذ سنة ونصف أنه عندما تمت الخطوبة لبس خطيبي الدبلة في يده اليمين، وتعرض لكثير من التفكه إلا أنه لم يبالِ بذلك، وعندما تزوجنا نقلها لليد اليسرى وأيضاً كان يتعرض للسخرية والتهريج!، وفي آخر المطاف خلع زوجي الدبلة وعندما سألته عن السبب قال لقد زاد وزني وضاقت على أصبعي، ولم أناقشه فأنا أعرف السبب الحقيقي!. وتذكر أم سعود المطيري «ربة منزل» أنها لم ترَ أحدا من رجال عائلتها يلبس الدبلة لا في خطبه ولا زواج، وقالت: في إحدى المرات خطب أخي وكان في الواحد والعشرين من عمره وكان سعيدا بخطوبته فلبس دبلة من باب التعبير عن سعادته، كما أن زملاءه من خارج العائلة كانوا يلبسون الدبل، فما إن رآها والدي ووالدتي وأخوتي الرجال حتى ثاروا عليه ثورة عارمة وشبهوه بالمرأة وكانت كلماتهم جارحة خاصة والدي، فما كان منه إلا أنه أصبح يخلعها في المنزل ويلبسها عندما يذهب لزيارة خطيبته، وفي إحدى المرات كان جالسا مع والد خطيبته فنظر إلى الدبلة فقال له: وش ذا يا ولدي؟، الله يصلحكم يا هالشباب أنا ما أدري أنتم من وين تجيبون هالبدع اللي تسوونها في أنفسكم، فما كان من أخي إلا وخلع الدبلة نهائياً وحتى بعد زواجه لم تفلح محاولات زوجته معه للبسها مرة أخرى. حمامة سلام وتشير منال الفيز «موظفة في مركز تدريب نسائي» أنها كانت تفاخر بلبس الدبلة في يدها أيام خطبتها واستمرت هكذا في السنة الأولى من زواجها ثم خلعتها واكتشفت أنه لا يوجد سبب منطقي للبسها، إلا إن كانت ذا شكل مميز وجذاب، وقالت: لدي عدد كبير جداً من الخواتم التي أحب أن ألبسها باستمرار حيث أرى أن موديلات الخواتم أجمل من موديلات الدبل وأنا أحب أن ألبس الأجمل بصرف النظر عن وصفه، ونمى لدي هذا الشعور عندما شعرت بعدم مبالاة زوجي بهذه المسألة فهو يرفض أن يلبسها ولا يعترف بدلالاتها. أما فاديه عبدالصمد «ممرضة» فلبسها للدبلة يخضع لأوضاعها مع زوجها وهو كذلك فعندما يكونون متصالحين يلبسان الدبلة وعندما يحصل الخلاف يخلعانها، حتى من حولهم يعرفون أوضاعهم من خلال الدبلة، وقالت: عند وقوع الخلاف وأراد أحدهما أن يصالح الطرف الثاني يلبس الدبلة فتكون هي حمامة السلام لتبلغ الطرف الثاني عن رغبة الطرف الأول في الصلح فإن رضي الطرف الثاني يلبسها ليعلن رضاءه وإن لم يلبسها فمعنى ذلك عدم رضاه، فالدبلة اختصرت علينا كثيرا من الكلام والأحاديث. وعبدالكريم موظف في الخطوط السعودية يؤيد لبس الدبلة، ولكنه لا يلبسها بسبب زواجه من اثنتين ولبسه للدبلة سيوقعه في مشاكل زوجية لا يعرف أين ستصل!. ثقافة رمزية أما حسين العبدالمنعم موظف حكومي، فيقول: لبس الدبلة ثقافة لم يألفها مجتمعنا السعودي والبعض يبالغ في تفسيرها وتشويهها بالرغم من أنها لا تعني سوى المودة والحب، ومن يلبسها لا يضع في ذهنه التفسيرات التي يوردها بعض الرافضين ممن يرجعون لبس الدبلة بالتشبه بالغرب وميوعة تنافي الرجولة وغيرها من الأقاويل التي لا يحتملها الموقف، وبالنسبة لي فانأ ألبسها ولا أبالي بما يقال حولي فلو استمعت لما يقال وحاولت إرضاء من حولي فلن أرضيهم ولن أرضي نفسي فمن الأفضل أن أفعل ما أراه مناسباً طالما أنه لا يخالف ديني ولا أخلاقي ومبادئي حتى لو فسرها الغير بتفسيرات مشوهة. ويخالف تركي العمار «موظف بنكي» حسين، فهو يرى أن الدبلة لا تليق بيد الرجل التي لابد أن تظهر صلابته، فالدبلة صنعت وصممت للأيدي الناعمة وهي أيدي النساء، كما أنها ترضي غرورهن الأنثوي، وبالنسبة للرجل ماذا سترضي فيه، وقال: أعتقد أنه تقليد أعمى، فللزوج أن يحب زوجته كيفما شاء دون أن يلبس الدبلة التي تصبغ عليه شيئا من النعومة.