سجلت مؤسسة البريد السعودية تقدما كبيرا نحو تفعيل دور البريد في المجتمع، أسوة بما يقدمه البريد في معظم دول العالم المتقدم، حيث يعتمد معظم الناس في تلك الدول على البريد في كافة تعاملاتهم. وبذل البريد السعودي على مدى خمسة أعوام جهودا ملموسة في سبيل الارتقاء بالخدمة بعد أن كانت شبه منسية ولا تعدوا كونها تعتمد على الرسائل العادية التي غالبا ما تخص العمالة الآسيوية أو البريد الخاص بمراسلات البنوك والبطاقات البنكية المعروفة. وسجلت المؤسسة نجاحا كبيرا على صعيد الاستفادة من التقنيات الحديثة وعصر الثورة المعلوماتية وتطويع كل التقنيات الحديثة في سبيل الارتقاء في الخدمة. وبدأت المؤسسة مع الأيام الأولى لانطلاقة أعمالها الأولى، في وضع عنوان بريدي معروف يمكن الاستدلال عليه بكل سهولة ويسر، بعد أن ظل العنوان البريدي يشكل عبئا على الكثير من المواطنين في المملكة، وذلك من خلال مشروع العنونة البريدية الذي يعطي كل مكان في السعودية عنوانا ثابتا ومعروفا. ووضعت مؤسسة البريد السعودي العنوان بحيث يكون واضحاً عن طريق رمز بريدي يوضع على كل وحدة سكنية وبما لا يغفل اسم الشارع والحي، حيث أصبح الآن العنوان واضحا ويمكن لأي مواطن أو مقيم الاعتماد على العنوان عن طريق موقع المؤسسة www.sp.com.sa بواسطة برنامج المحدد. وسهل هذا العنوان على الكثيرين وأصبح بإمكان أي إنسان أن يستفيد منه ولأي مكان في المملكة. كما وضعت مؤسسة البريد السعودي نصب عينيها أهمية التعريف بالعنوان وإرشاد السكان بوجود عنوان جديد سهل وواضح، ووضعت في بداية الأمر صندوق واصل حتى يمكن معرفة العنوان الجديد، وباشتراك مجاني لمن يرغب في مراسلاته العادية. ويتيح صندوق (واصل) للمواطن والمقيم الاستفادة من كافة المراسلات العادية مجانا، وهو مشروع استثماري لم يكلف المؤسسة أي مبالغ، وإنما هو استثمار مستقبلي. واستفادت كثير من الأجهزة الحكومية من هذا العنوان، حيث تم اطلاع الدوريات الأمنية والهلال الأحمر السعودي ومصلحة المياه لتفاصيل العنوان وسهولته، والخدمة التي يقدمها للراغبين في الاستفادة من هذه القطاعات. والآن يمكن لمن يرغب من السكان في الاتصال بالدوريات الأمنية أو الهلال الأحمر أو مصلحة المياه "سقيا" وإعطاؤهم رقم صندوق عنوانه على المنزل. وواكب نجاح البريد السعودي في مشروع العنونة البريدية ومشروع (واصل) استحداث مكائن حديثة للفرز الآلي بدلا من الاعتماد على الفرز اليدوي، وذلك لتسريع عملية وصول الرسائل والمراسلات، بالإضافة إلى ذلك تم استحداث المؤسسة استقطبت عدداً كبيراً من الشباب السعودي المؤهل أقسام خاصة لمراسلات البنوك، حيث يتم التعامل معها وفق آليات تسرع من وصولها إلى العملاء وكذلك تحفظ لها سريتها. كما سارعت مؤسسة البريد السعودي إلى عقد اتفاقية مع الإدارة العامة للمرور، بحيث يتيح البريد السعودي الخدمة لعملاء المرور لتجديد رخص القيادة ورخص السير ولوحات السيارات، وبسرعة فائقة، حتى بات كثير من مراجعي المرور يفضل أن يقوم البريد السعودي بإنهاء التعاملات المرورية مع المرور. وتأتي خدمة تجديد الرخص انطلاقا من سعي البريد السعودي لتطبيقات الحكومة الإلكترونية، بحيث يكون البريد هو من يقوم بمراجعة الأجهزة الحكومية بدلا من المواطن والمقيم، بالإضافة إلى استفادة الجامعات السعودية من البريد السعودي عبر خدمة البريد الممتاز في مرحلة القبول في الجامعات، الأمر الذي مكن خريجي الثانوية العامة من الاستفادة من البريد السعودي والتقديم على الجامعة عبر خدمة (جامعي) التي تجنبهم مشقة السفر لتقديم أوراق القبول. وحظيت كل هذه الإنجازات بتقدير محلي ودولي، حيث فاز البريد السعودي بالعديد من الجوائز العالمية، على سرعة تحديث بنيته التحتية، ومشاريعه الجديدة التي لاقت إعجاباً كبيراً من دول كبيرة. ويسعى البريد السعودي إلى استحداث العديد من الخدمات التي تسهل على المواطنين والمقيمين الاستفادة من كافة خدماته، حيث تعتزم المؤسسة تدشين خدمة البريد الدعائي التي تقدم خدمة لقطاع الأعمال للاستفادة من قاعدة البيانات لعملائه، بحيث يضمن المعلن وصول رسالته الإعلانية إلى الشريحة المستهدفة بواسطة البريد السعودي، وهي خدمة حديثة وتمثل سوقا كبيرا للعديد من الشركات والمؤسسات والمولات التجارية. وضمن خدمة قطاع الأعمال، فإن المؤسسة بدأت في استعداداتها لإطلاق أول وأكبر سوق إلكتروني في المملكة (آي مول)، والذي تستفيد منه كثير من الشركات والمؤسسات، بحيث تتيح الفرصة للعديد من الشركات للوصول إلى أكبر شريحة من العملاء في كافة مدن المملكة، وبنفس الوقت يستفيد العميل المؤسسة من أوائل الأجهزة تنفيذاً لتطبيقات الحكومة الإلكترونية من هذا السوق في الشراء من أسواق قد لا تكون متوافرة في مدينته أو في منطقته السكنية. وهي خدمة وجدت أصداء واسعة من قبل العديد من الشركات التي ليس لديها فروع في كثير من مدن المملكة. وتحقيقا لرغبة العديد من عملاء البريد السعودي في الشراء عن طريق الإنترنت، فقد دشنت المؤسسة خدمة (عنواني في أمريكا) وهي خدمة تتيح للعميل الذي يرغب في الشراء من متاجر في الولاياتالمتحدة عن طريق الإنترنت، أن يدون عنوانه البريدي (واصل)، والذي يماثله عنوان رديف في الولاياتالمتحدة، بحيث يتم إرسال البضاعة التي اشتراها العميل إلى عنوانه في السعودية مباشرة. وساهمت هذه المشاريع والخدمات في توفير العديد من الفرص الوظيفية لكثير من شباب الوطن السعوديين، حيث استقطبت المؤسسة عددا كبيرا من الشباب والخبراء، وباتت المؤسسة تمثل هاجسا لدى كثير من خريجي الكليات التقنية والجامعيين والمتخصصين في التقنية وفي التسويق وخدمة العملاء، حيث إن هذه المشاريع والخدمات فتحت الباب لأبناء الوطن، وأصبحت المؤسسة مثالا في تطبيق السعودة. كما تم تحسين أوضاع الموظفين في المؤسسة، وبات وظيفة (موزع البريد) مثالا لدى الكثيرين، حيث تم تدريب العاملين في توزيع البريد على التعامل مع التقنيات الحديثة، وأصبح الموزع في وضع مادي أفضل من غيره، بعد أن كانت هذه الوظيفة يتهرب عنها كثير من الموظفين. بالإضافة إلى أن موزع البريد يتميز عن غيره من بزي رسمي وسيارة حديثة مزودة بأجهزة مراقبة عن طريق الأقمار الصناعية، بحيث يتم التعامل مع المراسلات بواسطة هذه الأقمار. وبموجب النظام الحديث لمؤسسات الدولة، فإن موظف البريد الآن يتمتع بمزايا كثيرة، منها 20% زيادة في الراتب، ومكافأة راتب شهرين تصرف في شهر البريد يمتلك أسطولاً ضخماً من السيارات المزودة بأجهزة مراقبة بواسطة الأقمار الصناعية رمضان المبارك، وتأمين صحي للموظف وعائلته، وغيرها من المزايا الأخرى. ولم تقف مؤسسة البريد عند هذا، بل سعت إلى إلحاق جميع الموظفين في دورات تدريبية لإكسابهم المهارات اللازمة للعمل، وبالتالي تغير مفهوم المستفيد من البريد إلى (عميل) وليس (مراجعا)، بالإضافة إلى وضع حوافز تشجيعية بين الموظفين لتقديم الخدمة بما يتماشى وخطط البريد السعودي نحو الارتقاء بالخدمة البريدية في المملكة. والمعروف أن مؤسسة البريد السعودي تتعامل مع أكثر من (900 مليون) رسالة وطرد بريدي في كل عام، ما يجعلها تركز على تطوير خدماتها بشكل مستمر، وهو ما جعلها تبدأ في تطبيقات الجودة في العمل، وتأسيس مجلس إدارة الجودة البريدية، وذلك بهدف الرقي بالخدمة والمحافظة على المكتسبات. وتأتي هذه الخطوات الكبيرة من مؤسسة البريد السعودي، بهدف جعل الخدمة البريدية رافدا من روافد التنمية في المملكة، بحيث يتم الاعتماد عليها بشكل أساسي، حيث إن العالم المتقدم وبرغم ثورة التكنولوجيا التي سبقوا بها الآخرين، إلا أن الواقع يؤكد أن البريد يعتمد عليه السكان في كل شيء، ولم تؤثر ثورة الإنترنت والبريد الإلكتروني أمام البريد، بل ساهمت بتطوير أساليبه. شباب سعودي يتولى إدارة العمل البريدي