"في البيت خمس غرف"، هل يبدو لك خطأ ما في هذه العبارة؟ حسناً، الصحيح أن تقول "في البيت خمسة غرف". هذا جزء من لقاء جمعني بأحد مسؤولي الإذاعة السعودية. كان يحدثني عن مستوى المهنية ومعايير الاحترافية العالية التي يُلزم بها منسوبو الإذاعة وخصوصاً المذيعون. ظل يحدثني وكأني لا أعيش في هذا البلد وأسمع ما يذاع على إذاعاته!. أعود للمثال الذي بدأت أو بدأ به المسؤول حديثه عن المهنية، شخصياً، أتمنى أن يكون في البيت خمس غرف عرجاء لغوياً على أن يكون المحتوى نافعاً ومسلياً. ما الفائدة أن يكون المذيع ملماً بدقائق اللغة، عليماً بتفاصيل خلاف الكوفيين والبصريين، حافظاً لألفية ابن مالك إذا كنتُ سأطفئ الراديو مللاً من محتوى الإذاعة. لا ينكر أحد أن تطوراً من نوع ما يجتاح أروقة إذاعاتنا المحلية وهو أمر يذكر فيشكر للقائمين عليه، ولكن حتى يسير التطور في طريقه الصحيح أعتقد أنه ينبغي على بعض مسؤولي الإذاعة إعادة النظر في أولويات التطوير وأهمها مزاج المستمع ورغبته وليس مزاج المسؤول وتصوراته وأخشى أن أقول أحلامه الضائعة التي يعتقد بأهمية تحقيقها على أرض الواقع ولو بعد فوات وقتها. أخيراً وبعد تصريحات وزارة الثقافة والإعلام الأخيرة بأن فتح المجال للإذاعات الخاصة بالعمل في فضاء السعودية بات أقرب من أي وقت مضى، فإن الإذاعات الموجودة حالياً مطالبة هي الأخرى أكثر من أي وقت مضى بإعادة النظر في مدى رضا المستمع عن مستواها ولا تغتر بقبوله بها حالياً لأنها الخيار الوحيد المتوفر.