حكاية من عالم الخيال: آخر حلقة من حكاية أم حمد انتهت بتعاقدها مع أم عبدالعزيز لتورد لها عاملة منزلية من السوق المحلية بملبغ كبير جدا، لكن ولأن المضطر يركب الصعب كما يقولون لم يكن أمام أم حمد حل آخر. لذلك يمكنكم أن تتخيلوها وهي في الصالة تشرب من دلة القهوة وتطالع "لندا" العاملة المنزلية وتتحسر على المبالغ التي تدفعها شهريا. وتتحدث مع جارتها "أم عماد" و صديقتهما "أم صويلح" حديثا هاتفيا مشتركا - نعم أم حمد تملك قدرة على استخدام التلفون فيما يسمى مكالمة جماعية فهي خبيرة في التكنولوجيا - يدور حديث أم حمد وربعها عن العاملات المنزليات والسائقين ورمضان الذي اقترب وكيف أن رواتب العمالة المستقدمة محليا ستتضاعف، أم حمد تحكي لجارتها وصديقتها عن "سونامي" وما فعله وعن تخبطها للبحث عن عاملات منزليات وعن أم عبدالعزيز وتجارتها الرابحة، السيدات الثلاث توقفن عن الحديث في وقت واحد وكل واحدة منهن تفكر وتحاول أن تأتي بجملة ليستأنفن الحديث، لتقول أم حمد: ما رأيكم في أن ننزل السوق يالربع، لترد أم عماد وتعبر عن رغبتها في شراء بعض أدوات المطبخ لكن أم حمد استوقتها قائلة: اسمعوني زين، أسهم وما نفهم فيها وأراضي ما نعرفها والذهب غالي خلونا نتاجر في العمالة المنزلية، لتعترض أم عزيز قائلة: وشلون يعني بتسوين مكتب استقدام، هذا يبي له شغله؟ لتقول أم حمد بالعربية الفصحى: كلا يا أم صالح، بل سنتاجر محليا مثل أم عبدالعزيز، انهالت الأسئلة عن كيفية الحصول على العاملات وعن كيفية التنسيق وعن أشياء كثيرة، ولأن أم حمد لديها خبرة لوجستية قالت: اتركوا الأمر لي. أم حمد رغم أن ما عندها سالفة لكنها تملك القدرة على التخطيط السليم ولديها حس المغامرة، لذلك قامت بالاتصال بالسيد "لافا" الأخ الشقيق لسونامي، فهي متأكدة أنه شريك لسائقها السابق في تجارته المربحة، وحاولت أن تعقد معه صفقة تقوم من خلالها بتوجيه اللواتي يحتجن لعاملات منزليات له خاصة وأن رمضان على الأبواب والطلب سيزداد وهو مع فقدان سونامي يحتاج لشريك، السيد "لافا" رفض مشاركة أم حمد قائلا: "أنا شغل مرة كويس ليس جيب شريك". أم حمد مازالت تفكر فهي تريد أن تدخل السوق، وتريد أن تكون الرابح الأكبر. لذلك قامت بتجهيز قائمة بأسماء كل صديقاتها وجاراتها ممن هن في سنها ولديهن عاملات منزليات وليس لديهن عمل كثير، فهناك الأرملة وهناك التي كبرت وتسكن في بيت لوحدها وهناك التي وفر لها ابنها عاملة منزلية خاصة كي تقوم بشؤونها وقررت أن تعيد تدوير العمالة المنزلية، أجرت اتصالاتها بالسيدات وعرضت عليهن أن تقوم بتأجير عاملاتهن المنزليات لعدة ساعات مقابل ربح يتوزعنه ونسبة تأخذها هي خاصة وأن رمضان اقترب. أم حمد تتوقع أنها ستضرب في السوق خاصة وأن أسعارها مناسبة وربحها معقول وستنشئ موقعا في الشبكة خاصا بها وستطبع كروت بيزنس توزعها. ما رأيكم في خطة أم حمد: "في المرمى أم في العارضة أم طايشة في الهواء"