أم حمد لا تشعر بالتهديد حين يقال لها:"ماعندك سالفة" فهي لديها "سوالف" كثيرة ومتنوعة، عن حكايات الزواجات التي انتهت قبل أن تبدأ وعن شياب وشباب الحارة من "أبطال" المسيار؟ وعن مكان المؤتمر الحقيقي الذي ذهب إليه أبو مساعد في رحلته الصيفية، ومن أين اشترت السيدة فهيمة أواني التقديم المنزلية المزينة بالفضة والتي تبيعها على السيدات بثلاثة أضعاف الثمن؟. يمكننا أن نقول: إن أم حمد إمرأة ذكية جدا وتعرف كيف تشبك الحلقات ببعضها وكيف تربط الحوادث، أم حمد "سي أي إيه إم فايف" كما تطلق عليها فتيات الحارة خير شخص يذهبن إليه لتجميع معلومات عن عريس الغفلة وحماة المستقبل، فهي لديها نظرة ثاقبة ورؤية تستحق التقدير. لكنها في الفترة الأخيرة انغلقت على نفسها أو لنقل إنشغلت في البحث والتمحيص في أمر مهم جداً، ألا وهو اختفاء العاملات المنزليات التي تستقدمهن، أم حمد تسكن مع ابنتها الصغرى والعمل في المنزل ليس بذاك الكثير، عدا عن اجتماعاتها بنساء الحارة في دورية أسبوعية وزيارات الأبناء والأحفاد الخاطفة، لذلك هي لا تفهم سبب هروب العاملات المنزليات من منزلها مؤخراً، فخلال العامين الماضيين هربت جميع العاملات اللواتي حضرن لمنزلها خلال أسبوعين أو شهر من وصولهن للبلد، أم حمد تؤكد لصديقاتها أن هؤلاء العاملات خططن لهروبهن قبل وصولهن للرياض وأنها- أم حمد- استخدمت فقط كمعبر لهن، فكيف يمكن لسيدة في بلد غريب أن تختار الهروب بديلاً عن الاستقرار خاصة وأنها تحسن معاملتهن وتعطيهن حقوقهن المادية. بل إنها في آخر مرتين طلبت من سائقها "سونامي" هكذا تنطق اسمه - نعم أم حمد مثقفة ومتابعة وتعرف تفاصيل الكوارث الطبيعية ويمكنكم ملاحظة ذلك من خلال نطقها لاسماء العمالة المنزلية - أن يرشح إمرأة ثقة من قريته كي تحضر للعمل عندها، في المرة الأولى جائت "إتش وان" التي اختفت بعد ثلاثة أسابيع من وصولها ثم جاءت بعدها "سواين" التي هربت بعد اسبوعين من وصولها، طيب الذكر "سونامي" قال لأم حمد وهو يفرك يديه تعجبا:"هذا حرمة ما في كويس اهرب هذا مو كويس" شيء ما في عيون سونامي جعل أم حمد تفكر قليلاً وتحاول أن تربط أحداثاً كثيرة مرت بها. شهقت أم حمد وهي تقول"أنت يا سونامي الله يبلاك بانفونزا الخنازير" نعم لقد كان السائق الكريم يقوم بتهريب العاملات ليستفيد مادياً. السؤال: هل لدى أم حمد "سالفة"؟ والسؤال الثاني: كيف تتصرف أم حمد مع الكارثة "سونامي"؟ والسوال الثالث: هل يمكن أن يحدث هذا السيناريو الخيالي على أرض الواقع؟