تقرر عرض فيلم "مناحي" على مسرح مفتاحة عسير مساء الاثنين السابع والعشرين من شهر رجب الحالي ضمن فعاليات مهرجان أبها. ويعيد هذا العرض ذاكرة أهالي عسير إلى الوراء قبل ما يقارب الخمسين عاماً في بداية الستينيات الميلادية حين كان وسط مدينة أبها بمنطقة عسير محضناً لصالة عروض السينما وتحديداً في ساحة "البحار" المقابلة لحي القرى قديماً والتي تحولت الآن لتصبح مجمعاً للدوائر الحكومية أمام مبنى إمارة منطقة عسير. كان للسينما تاريخ قديم مع مدينة أبها. وفي هذا يقول الكاتب والأديب محمد بن عبدالله الحميّد رئيس نادي أبها الأدبي سابقاً "عرفت مدينة أبها (السينما) في الستينيات وذلك خلال معارض شركة أرامكو التي كان من ضمنها عرض بعض أفلام عن فتح الرياض على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأيضاً عن التوعية الصحية وغيرها من الأمور العامة". كان بعض الأفراد في أبها وخميس مشيط يعرضون الأفلام في أماكن مسّورة خاصة بهم مقابل رسوم رمزية كما أن المدينة العسكرية خصصت نادياً لعرض الأفلام السينمائية لمنسوبيها. يقول مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها الأستاذ أحمد بن عبدالله عسيري أن هذه الصالات موجودة حتى الثمانينيات من القرن الماضي مستعيداً شريط ذكرياته إلى تلك الأيام التي كان يأتي إليها من قريته البعيدة مشياً على الأقدام وذلك لمشاهدة تلك العروض مع أشخاص جاءوا من القرى المجاورة تتجاوز أعدادهم حينها الثلاثمائة شخص في العرض الواحد. ويستطرد عسيري قائلاً كان يوم الخميس هو اليوم الرئيسي لعروض السينما في وسط أبها ما جعله أفضل الأيام بالنسبة له وللشباب الذين يشاركونه ذات الاهتمام. كانوا يجتمعون بعد عرض الفيلم ليتناقشوا بشأنه ويتبادلوا الآراء حوله. موضحاً أنه نادي الوديعة كان يعرض أفلاماً بصفة دورية في فترة رئاسة مدير التعليم آنذاك محمد صالح الفواز رحمه الله. مشيداً بتعاون المدينة العسكرية مع النادي في منحهم عدداً من الأفلام منها العربية والمترجمة التي كانت مجازة من قبل وزارة الإعلام. ومن جانبه تمنى الأستاذ محمد الحميّد عودة صالات السينما مجدداً شريطة أن تكون تحت رقابة جهات مسئولة وذلك لأن السينما باتت اليوم وسيلة توعوية وتثقيفية وأيضاً ترفيهية "أرى أنها أفضل وأكثر سلامة من البث الفضائي المفتوح أو حتى من محلات الفيديوهات التي تنثر أفلاماً قد تكون سيئة وغير مقبولة".