لم تكن الأم تعلم أن الحبة التي قدمتها بيدها لابنتها بغرض مساعدتها على المذاكرة والحصول على نسبة عالية في الثانوية العامة بأنها ستحولها بغفلة منها إلى مدمنة وسجينة لتلك الحبوب ، هذه الأم الغافلة عندما نصحتها جارتها بإعطاء ابنتها لهذه الحبوب بغرض النشاط ومواصلة المذاكرة لم تفطن لما يدور في نية هذه الجارة الخبيثة عندما سألتها الأم أين تباع هذه الحبوب لأشتريها لابنتي فردت عليها الجارة " إنها لا تباع في الصيدليات ولكن إذا أردت وفرتها لك ولعدم معرفة الأم بالمخدرات وأنواعها وجهلها أعطتها المال لشراء تلك الحبوب وأعطتها لابنتها بيدها ، والآن هي تعظ أصابع الندم وتعتبر نفسها هي المسؤولة الوحيدة عما انتهت إليه ابنتها من الإدمان وما لحقها من تدمير في خلايا في المخ وبث السموم في جسمها . هذه القصة ضمن قصص كثيرة يتلقاها الهاتف الاستشاري للفتيات ومشاكلهن الذي يستقبل الاتصالات يوميا من السبت إلى الأربعاء ضمن البرامج الوقائية لمكافحة المخدرات ، وأوردتها الأستاذة عائشة الشعبان مديرة قسم المساندة بجمرك مطار الملك فهد الدولي ورئيسة البرامج الوقائية التوعوية في إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية ، وأضافت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات " برامج التوعية الوقائية تعد خطة سنوية يركز بها على المستجدات التي تناسب مع الفئات العمرية والمؤسسات التعليمية والصحية والعسكرية حيث بلغت 320 محاضرة و55 معرضاً توعوياً خلال النصف الأول من عام 1430 ه وتوضح الشعبان أن ضعف الوازع الديني والتربية الأخلاقية وغياب الهدف في الحياة ورفقاء السوء والتفكك الأسري من أهم الأسباب لوقوع الفتيات في وحل المخدرات ، مشيرة إلى أن الكبتاجون هو أكثر الأصناف شيوعا بين وسط الفتيات وأكدت الشعبان على الأهالي بتلمس بعض الدلائل التي من خلالها تتعرف على الابنة المدمنة مثل " الانطواء والتثاؤب الدائم وشحوب الوجه وفقدان الشهية واضطراب في المزاج والعصبية الزائدة والميل إلى الكذب واختفاء أشياء ثمينة في المنزل وهناك دلائل في الوجه كجفاف الحلق ورائحة كريهة للفم وفرك الأنف وسهر لأيام متتالية كل هذه الدلائل من الممكن أن تخبر الأهالي بأن لديهم مدمنة أما في بداية الطريق أو في حال متقدمة . وشددت الشعبان على تقوية الوازع الديني وانتهاج التربية المتوازنة وإشغال وقت الفراغ بكل ما هو مفيد واختيار الصديق الصالح واحتواء المشاكل بطلب الاستشارة في حال وقوعها.