اسمحوا لي أن أقحمكم اليوم في مشكلة شخصية. سبق لي أن تحدثت في هذه الزاوية عن قضية شخصية ولكن تطور الفكرة في ذاك المقال غفر لي لأنها انتهت إلى مشكلة عامة. المقال الأول كان عن مشكلة السائق ومقال اليوم أيضا عن السائق. من ليس لديه مشكلة مع السائق فليرمني بحجر. متأكد أن كل من يقرأ هذا المقال عدل جلسته. الأمر يعنيه. مشكلة السائق أهم من مشكلة السكن أو المعيشة أو التعليم. مشكلة وجودية. ممكن تأجيل التعليم وممكن أن نعيش على الصدقات وإذا غلبت الروم ننام في المسجد لكن لا يمكن أن نستغني عن السائق. إذا أردت أن تتخلص من السائق إما أن ترحل من البلاد أو ترحل عن العصر الذي نعيش فيه الآن. تعريف السائق هو:( رجل أجنبي ، جاهل ، لا تعرف عن ماضيه أي شيء ، ليس بينك وبينه لغة مشتركة أو ثقافة مشتركة ملتصق بعائلتك أكثر منك, لا يمكن أن تستغني عنه ، أنت كفيله على الأوراق وهو كفيل عائلتك على أرض الواقع يشاركك دخلك مهما كانت ضآلته. لا خيار لك إلا أن تضع كامل ثقتك فيه على حياة أطفالك وعلى شرفك ). أي نقص في هذا التعريف أرجو تزويدي به في التعليقات في موقع الرياض الالكتروني. نعود الآن إلى مشكلتي التي سأحولها إلى مشكلة عامة بإذن الله. اكتشفت أن سائقي لديه صديقة. هذه ليست مشكلتي معه. مشكلتي معه أنها تتسلل إلى غرفته في بيتي. طلبت منه أن يخلصنا من هذه المشكلة ولكنه اخفق. يبدو أن حبيبة القلب استولت على كيانه طلبت منه الرحيل. وأنت جالس تقرأ هذا المقال لا شك تؤيدني في قراري. سفْرَه خله يولي. لكن قبل أن تدلي بصوتك تذكر أن كلمة سفره خفيفة على اللسان ثقيلة على الجيب وظروف الامتحان . أنت وأنا ربما نكون قادرين على تحمل هذه المصاريف المفاجئة. ما حدث معي سيحدث مثله عند الأرملة أو العائلة الفقيرة أو الأب المسكين المبتلش ببنات. ما الحل؟ أرجو ألا يفترض أحد أني أقود للمطالبة بالسماح للمرأة بالسياقة. أعوذ بالله. سأحصر المشكلة في المسألة المالية. المشكلة العجيبة تحتاج إلى حلول عجيبة مثلها. مشكلة السائق لا وجود لها في أي مكان في العالم ولا وجود لها في التاريخ البشري كله حتى نستفيد من تجارب الآخرين. علينا إذاً أن نبتكر حلولها ذاتيا. أقترح التصويت على القضية رغم أن حقوق الإنسان لا تصوت عليها. ليس الهدف أن نوافق على سياقة المرأة أو نرفض. الهدف من التصويت أن نحدد الرافضين بالاسم والعنوان.. أي إنسان يفرض على الناس أعباء مادية بسبب موقف أخلاقي يخصه عليه أن يتحمل التبعات المادية الناشئة عن هذا الموقف الأخلاقي العظيم. كل واحد يرفض سياقة المرأة للسيارة يقتطع من راتبه نسبة بسيطة ثابتة يدفع منها أجور السووايق عند المحتاجين. عندها يكسب أجرين عظيمين: أجر منع سياقة المرأة لما تحمله من شر مستطير وأجر إعانة إخوانه وأخواته المعوزين أو يكشف عن حقيقة موقفه الأخلاقي.