شهد قصر الحكم وسط العاصمة الرياض قبل أربع سنوات (26/6/1426ه) أكبر وأوضح مشهد للديمقراطية في العصر الحديث، حيث صفت شرائح المجتمع السعودي المختلفة في الأعمار والمذاهب والطبقات للمرة السادسة في تاريخ الدولة السعودية الحديثة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، والذي عاهدهم بأن يستمر على أسس الحكم السعودي الإسلامية دون حيد عن المبادئ التي قامت عليها البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- المشهد كان عظيماً ومهيباً عظمة الدلالات التاريخية لقصر الحكم ومهابتها، البيعة كانت إنطلاقة جديدة للمجتمع السعودي نحو طموحات حضارية أخرى تواصل المسيرة لبناء إنسان الوطن وثقله الإسلامي وتعزيز موقعه في المجتمع الاقليمي والدولي، وهي كذلك تعاضد بين القيادة والشعب نحو مستقبل أفضل وشمس أكثر سطوعاً تهطل علينا حضارة وتمدناً، إلا أن المتحقق في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كان فوق المتوقع وأسرع مما كان محسوباً، وحجمه وعمقه تفوق على مقدار أربع سنوات، فالمجتمع أحس بصورة بينة مرونات فائقة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تتفق وواقع الحياة في العالم المتحضر، كما شهد المواطن تطوراً في دوره في مسيرة النهوض والتطور من خلال قطاع الأعمال حيث توسعت وتعمقت ثقة الحكومة بإمكانيات القطاع وزادت مساحة الشراكة بين الطرفين، وبناء مشروعات البنية التحتية لمجتمع المعرفة في كافة المناطق، والاتجاه نحو بناء المدن الاقتصادية على مناطق أخرى في استثمار بعيد المدى، وكان أكبر ما يمكن ملاحظته هو حزمة القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لرفاهية المواطن وإسعاده مثل قرار رفع الرواتب وقرار خفض بعض رسوم الخدمات في خطوة سجلت تحت بند إحساس الحاكم بالمحكوم وتلك التي لا نقرأ عنها في التاريخ الإسلامي ما يعني المحبة واللحمة التي تجمع الشعب السعودي وحاكمه المحبوب. في الذكرى الرابعة لبيعة السعوديين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- فرصة لاستذكار المنجزات التي تمت خلال تلك الفترة على المستويات المختلفة ومنها تفعيل دور المؤسسات المدنية داخل المشهد اليومي السعودي، والفخر بها واستثمارها الاستثمار الأمثل لتتطلع نحو مجتمع متحضر ذي مرجع إسلامي لا ينقلت منه أو يخرج عليه، كما أن هذه الذكرى العظيمة تذكر بواجب المواطن السعودي نحو وطنه في الحفاظ على مقدراته الحضارية وتنميتها كل حسب موقعه سواء الموقع بسيطاً أو كبيراً. وتعظيم القيم التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، فكل الانجازات تسجل تحت اسم الوطن الكبير، هذه المناسبة هي أيضاً تجديد للولاء والطاعة للقيادة المباركة التي وصلت بنا إلى مكانة مميزة داخل عالمنا الكبير فنالت المملكة احترام وتقدير الرأي الدولي.