النساء أكثر تدويناً من الرجال، السعوديون يهتمون بالتقنية في المقام الأول، لا يهتمون للسياسة، يكثرون من تناول ونقد القيم الغربية وحقوق الإنسان ويستنكرون الإرهاب وبشدة!. هكذا قالت دراسة عن المدونات العربية بعنوان "خارطة التدوين العربي" والتي أعدها "مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع" التابع لجامعة هارفارد الأمريكية وهدفت الدراسة إلى التعرف على الموضوعات التي تتعامل معها المدونات العربية في منطقة الشرق الأوسط، ومدى علاقتها بقضايا المنطقة السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والشئون الدولية. والتدوين كما نشهد اليوم هو (شكل من أشكال النشر) الشبابي والواسع الانتشار، من المدونين من يدون لأجل المنبر الحُر ومنهم من يدون لأجل أن يدون فقط.. دون أي مبررات أخرى. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نستفيد نحن من الموجة في تنمية الحس الصحفي لدى الشباب أو الحس المعلوماتي بشكل عام؟. وهل يمكن أن تكون المدونات هي وجه التعبير المشترك للشباب السعودي المثقف مثلما كانت المنتديات في بداياتها أم تتكرر تجربة المنتديات (هذه الأيام) في احتوائها على الغث والسمين، هل يمكن إيجاد جهة داعمة للتواجد السعودي في ساحة التدوين، باعتبارها شكلاً من أشكال الإعلام الجديد أم نفرط فيه وفي الطاقات الشابة الهائلة المتواجدة فيه. يحضرني هذه الساعة الاختلاف الشاسع بين التدوين السعودي والكويتي على سبيل المثال إذ لا يتجاوز كثير من المدونين السعوديين عتبة اليوميات والخواطر على الأغلب. هل يتمكن وزير الثقافة والإعلام من تقديم دعمه للشباب بدعم منابرهم سواء بتنظيم حر ومرن للتدوين أو عبر المنافسات والمسابقات والتشجيع بكافة أشكاله. هذه الخطوات العملية هي التي ستحدد هل تكون مدوناتنا وجه التعبير للشباب المثقف أم الوجه الفوضوي الذي لا يعبر عن شيء!.