مات الحسيب وغفل الرقيب عن مكافحة طمع وجشع بعض ملاك العقارات، وانفتح الباب على مصراعيه لأصحاب الذمم الفاسدة باستغلال حاجة المواطنين الملحة لتحقيق حلم العمر بامتلاك مسكن يؤويهم وفلذة أكبادهم. وأبدى عدد من المواطنين في محافظة الطائف تذمرهم وانزعاجهم الشديدين من قيام بعض الملاك في المخططات السكنية بالمحافظة بردم قطع أراضي المخططات الواقعة في منحدرات جبلية شديدة، وطمس معالم الحفر والصخور، ومجاري السيول بالرمال. وتفاجأوا بعد شرائهم قطع الأراضي المغشوشة بأسعار باهظة، واستخراج تصريحات العمل، بأن أراضيهم المستوية ما هي إلا حفر عميقة تصل عمق إحداها 15 متراً تحت سطح الأرض، مبدين تخوفهم من سلامة مبانيهم. وتساءلوا بمرارة ودهشة حول منح بعض الملاك التصاريح اللازمة من قبل البلدية لبيع الأراضي دون التأكد من سلامتها!، متسائلين من المسئول عن انهيار تلك المباني؟، مشيرين إلى انهيار أحد الجسور الضخمة مؤخرا من أحد المباني المجاورة لقطعة أرض وصل عمقها قرابة 10 أمتار، وكاد أن يتسبب في كارثة إنسانية بمجموعة كبيرة من العمال لولا عناية الله، حيث تفاجأوا بذلك الجسر الضخم والتراب الكثيف ينهال على رؤوسهم. ولفت المواطنون إلى أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة في الأيام القليلة الماضية كشفت المستور وأظهرت عيوب وتلاعب واحتيال بعض الملاك وتزييف الحقيقة. في البداية، أكد ل (الرياض) المواطن عواض الكريعي على أنه تفاجأ عندما قامت الجرافة (الشيول) بتسوية الأرض، بغوصها في رمال عميقة حتى وصلت إلى عمق تجاوز 10 أمتار تحت سطح الأرض، وأن ذلك كلفه الكثير مادياً، كما أنه يشكل خطورة على سلامة المباني مستقبلاً، مشيراً إلى أن سعر المتر لقطعة الأرض التي اشتراها بهدف تشييد منزل العمر له ولأطفاله، خصوصاً وأن المخطط يقع قريباً من الخدمات، بلغ قرابة الألف ريال. ويوافقه الرأي المواطن فيصل الجعيد، متوقعاً أن يكون ذلك المخطط مقبرة لقاطنيه وهم أحياء عند هطول أمطار غزيرة مستقبلاً، متسائلاً من سيتحمل أرواح الأبرياء لو انهار أحد تلك المباني فوق رؤوسهم، أو انهال هذا التراب الكثيف فوق رؤوس العمال الذين يعملون فوق جسر؟! ولم يستطع المواطن على السعدي أن يحبس غضبه وتذمره الشديدين، وأن يخفي علامات الانزعاج التي ظهرت على ملامح وجهه، وقال: أمضيت الآن أكثر من أسبوع ومعدات الحفر تعمل ليل نهار دون أن تصل إلى أساس الأرض (الأرض الصلبة التي تبنى عليها قواعد المنشأة)، مؤكداً على أن تلك المعدات أثقلت كاهله وكلفته الكثير من المال. وروى المقيم محمد جمعة وهو يرتعد من الخوف ل (الرياض) قصة معاناتهم مع زحف الرمال والانهيارات التي تباغتهم من حين لآخر أثناء قيامهم بتشييد أحد الجسور الضخمة لمبنى أحد المواطنين، وقال: بينما كنت ومجموعة من زملائي العمال قرابة العشرة نهم بعملنا في إحدى الحفر العميقة، إذ بذلك الجسر الضخم من المنزل المجاور يتحطم كالصاعقة فوق رؤوسنا، والتراب ينهال من خلفه ولولا لطف الله –عز وجل- ثم تمكننا من الهرب بجلودنا لحدث ما لا تحمد عقباه. وتساءل جمعة: يا ترى من سيتحمل الخطأ لو لقينا حتفنا تحت هذا الجسر، خصوصاً وأننا جئنا إلى هنا للبحث عن لقمة العيش وكسب المال الحلال؟. من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في محافظة الطائف المقدم خالد القحطاني على أن الدفاع المدني لديه التعليمات الواضحة والصريحة بعدم إنشاء المباني السكنية أو غيرها في ممرات السيول، ومجاري المياه، وبالقرب من أماكن الخطر والانهيارات. وقال سيتم تشكيل لجنة للوقوف على هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بسلامة المباني، لتحقيق السلامة للمواطنين. إلى ذلك، بين مدير العلاقات العامة ببلدية الطائف إسماعيل إبراهيم أن البلدية ممثلة في وكالة التعمير والمشاريع ستتخذ الإجراءات الكفيلة بسلامة المباني في حال تقدَّم المواطنون بشكوى حيال ذلك.