تحتفل بلادنا الغالية بمرور أربعة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وما هو إلا احتفال بسنوات من الأمن والأمان الانجاز والعطاء. تم خلالها تطوير الأنظمة وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة، وتدشين مئات المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة، ليعم نفعها كافة شرائح المجتمع الفقير قبل الغني والقرية قبل المدينة، حتى تتحقق بإذن الله تنمية متوازنة وشاملة. وبالرغم من أن المشاريع لا سيما الكبيرة منها مثل الموانئ الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي ومشاريع الطرقات والسكة الحديدية، تستغرق بعض الوقت في تشييدها وبنائها وتشغيلها. وظهورها إلى حيز الوجود، إلا أنه بدأت تنعكس آثارها الايجابية على الحياة العامة للمواطن من خلال تنشيط الدور الاقتصادي والحركة التجارية والعقارية، وتهيئة فرص أكبر وأكثر لمصادر الدخل والعيش الكريم. فالبلاد ولله الحمد تحولت إلى ورشة عمل ومرحلة بناء في الوقت الذي يمر العالم فيه بأزمة مالية خانقة، وفي حقيقة الأمر، فإن هذه المشاريع المتعددة والمتنوعة التي تهدف إلى خير ورفاهية المواطن ترسخت من خلال ولاء المواطن ولائه لقيادته وانتمائه لوطنه، ومن التفاف الرعية حول الراعي، بحبل من الود متجذر في القلوب والنفوس. وإذا كانت القيادة حققت انجازات ومكتسبات للوطن والمواطن في فترة زمنية قياسية، فإنها سجلت أيضاً نجاحات متتالية على الساحتين العربية والدولية، مما جعلها تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع، فليس هناك عمل إنساني وخيري إلا ساهمت فيه المملكة، من خلال تسيير قوافل الإغاثة والانقاذ حيثما وقعت كوارث طبيعية أو غير طبيعية وامتدت الخدمات الطبية والعلاجية للمحتاجين من داخل المملكة وخارجها ومنها إجراء العديد من العمليات الجراحية لفصل التوائم المتلاصقة (السامية) ومن جنسيات عربية وأجنبية. أكسبت خادم الحرمين الشريفين إلى جانب ذلك لقب «ملك الإنسانية» كذلك تبنى - حفظه الله - مؤتمرات ولقاءات للحوار ما بين الأديان والحضارات وأعطى صورة مشرفة وناصعة عن ديننا الإسلامي كدين تسامح واعتدال وتكاتف، بخلاف تلك الصورة التي رسمتها الفئة الضالة وشوهت بسلوكها وتصرفاتها الدين الإسلامي وأساءت لسمعة المسلمين بعامة. بالاضافة إلى ذلك احتضن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مؤتمرات ولقاءات دولية للمصالحة وفض النزاعات. ناهيك عن مبادرته التاريخية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي التي تبنتها جامعة الدول العربية، وأصبحت أساساً ومنطلقاً لمفاوضات سلام عادل وشامل ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، علاوة على جهوده الموفقة في لم شمل الأمة العربية وتوحيد كلمتها، متجاوزاً ما ارتكب بحق المملكة من أخطاء من بعض الأطراف. وبالتالي فإنني استطيع القول بأن هذا القائد المحبوب حقق الكثير من المكاسب والانجازات في فترة زمنية قصيرة، لا نملك أمامها إلا أن نبتهل إلى المولى عز وجل أن يحفظه ويمد في عمره المديد بإذن الله وأن يسبغ عليه لباس الصحة والعافية، لتتواصل مسيرة التطوير والتحديث والبناء والنماء في وطننا الغالي، وأن يشد عضده بأخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. حفظ الله الجميع، ودام على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والنماء والازدهار. * وكيل وزارة الداخلية