أبدى مصدر نفطي خليجي تفاؤله بعودة الانتعاش إلى الاستثمارات الطاقوية بمنطقة الخليج العربي الذي يعتبر الأقل تضررا جراء الأزمة المالية العالمية، متحفزة باستمرار أسعار البترول فوق معدل 70 دولارا للبرميل حيث يعد هذا المستوى السعري مقبولا لدى منتجي ومستهلكي النفط بصفته مشجعا للمنتجين على مواصلة تطوير الصناعة النفطية ومشجعا للمستهلكين على تجاوز تبعات الأزمة ومساندة التنمية الاقتصادية. وأرجع المصدر سبب توجه البنوك والمستثمرين إلى منطقة الخليج العربي إلى تنامي الفرص الاستثمارية الواعدة بدول المنطقة والتي تتصف بالربحية العالية وقلة نسبة الخطورة فيها لا سيما وأن هذه الفرص تكمن في مجالات صناعية ذات مستقبل اقتصادي مشرق مثل المصافي ومصانع البتروكيماويات والتعدين ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه المالحة وهي مشاريع ذات مردود اقتصادي كبير وربحية ضخمة يستفيد منها الممولون والمستثمرون على حد سواء. ويرى المسئول النفطي الذي يضطلع بدور مهم في صناعة النفط الخليجية أن المستثمرين والممولين اتجهوا إلى الأسواق الخليجية بحثا عن الفرص الاستثمارية بعد أن لاحظوا نموا مضطردا في الطلب على النفط من الدول الآسيوية وبالأخص الصين والهند واليابان حيث يلاحظ أن الشركات في هذه الدول بدأت خطوات عملية في الاستثمار في بناء المصافي لمواجهة الطلب المتصاعد على المنتجات البترولية وهو مؤشر على استمرار نموها الاقتصادي والصناعي بوتيرة عالية تخالف التوقعات التي تحاول الدول الغربية تصويرها لتغطي على تراجعها في هذه المجالات وتصف ذلك بالظاهرة الكونية بينما أن هذا الوضع يلفها بشكل خاص وربما أن امتداده إلى الدول ذات الاقتصاديات الصلبة ضئيل أو أن تأثيره يعد قليلا جدا. وتعمل شركات طاقوية صينية وهندية على استغلال فرصة تهاوي شركات بترولية عالمية جراء الأزمة المالية للاستحواذ على امتيازاتها النفطية في عدد من الحقول والاستفادة من إمكانياتها في تطوير مشاريع نفطية وبناء مصافي فعلى سبيل المثال تنوي شركة الطاقة الهندية توظيف أكثر من مليار دولار لشراء امتيازات حقول نفطية عالمية في عدد من مناطق العالم لضمان تدفق إمدادات النفط الخام لتغذية مصافيها ومشاريعها الصناعية في المستقبل، كما تخطط شركة النفط الصينية" بتروتشينا" للاستحواذ على أصول خط أنابيب من الشركة الأم لتستكمل مشروع تطوير إنتاج النفط وزيادة استيراد النفط لمواجهة الطلب المحلي المتزايد على المنتجات البترولية المكررة.