أبرز وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ما شهده ويشهده التعليم العالي في المملكة من رعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وقال معاليه في كلمة له بمناسبة الذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين: أولت القيادة السامية الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله – وزاده محبة وتوفيقاً وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز كافة الجوانب التنموية لهذه البلاد الطاهرة جل العناية وفائق الاهتمام انطلاقاً من المكانة الفريدة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية بين دول العالم. مما أتاح لها ريادة الأمة الإسلامية ثقافياً واجتماعياً وحضارياً معتصمة بحبل الله المتين ومجسدة للدولة الإسلامية العصرية المتميزة في ازدهارها وشموخها وتمسكها بتعاليم الإسلام في منظومة اجتماعية وحضارية متكاملة. وها نحن نحتفي اليوم وكل يوم ولله الحمد والشكر بانجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وقد اقترن بعهده الميمون المبارك العديد من الانجازات حيث شهدت بلادنا تحولات سريعة في كافة المجالات التنموية ، فقد كان له – حفظه الله – أدوار وطنية وعربية وإسلامية ودولية بارزة. مما بوأ بلادنا موقعاً متميزاً في منظومة دول العالم، وذلك بفضل الله ثم بفضل قيادته السامية الرشيدة وسياسته العادلة وتوجيهاته الحكيمة السديدة حتى أصبح المجتمع السعودي بفضل من الله ثم بفضل هذه العطاءات مجتمعاً يسوده الأمن والرخاء والعدل والتسامح والمحبة والوئام. ومن المبادرات الحضارية لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ما قدمه لشعبه الوفي الكريم ضمن منظومة قطاع التعليم بشكل عام وقطاع التعليم العالي بشكل خاص وبصورة مستمرة من دعم سخي ورعاية تامة منه – أيده الله – إذ تم تخصيص ميزانية ضخمة للتعليم العالي علاوة على دعمها بجزء كبير من فائض ميزانية الدولة، وذلك لتنفيذ مشروعات عملاقة في جميع مناطق المملكة، وفي (79) محافظة، وزادت عدد الجامعات الحكومية خلال فترة وجيزة من (8) إلى (21) جامعة، ولن أكون مبالغاً إن قلت إن تاريخ التعليم في بلادنا سيقف مبهوراً أمام هذا التوسع غير المسبوق في تاريخ الشعوب، ويجري العمل حالياً على قدم وساق في مشاريع المدن الجامعية الجديدة في كل من: تبوك، والجوف، وحائل، وجازان، ونجران ، والباحة، والحدود الشمالية ومجمعات الكليات الجامعية في الخرج، والزلفي، وشقراء، والمجمعة، وحفر الباطن. والواقع أن المدن الجامعية الجديدة تشكل نقلة نوعية وكمية من حيث الشكل والمضمون ؛ فإلى جانب خدمتها للعملية التعليمية وتوفير أجواء مثالية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب ، فقد روعي في تصميم هذه المدن توفير بيئة متكاملة مناسبة لتحقيق الأهداف المطلوبة منها، علاوة على تخصيص مساحات استثمارية لتفعيل مشاركة الجامعة مع القطاع الخاص وزيادة موارد الجامعات المالية وكذلك توفير مساحات كافية للتوسع المستقبلي بحيث يكون بناء الجامعة على مراحل مع استيعاب أمثل لحاجات المستقبل. ومن المكرمات السامية كذلك، ما شهده ويشهده قطاع التعليم العالي الأهلي من توسع في مؤسساته التعليمية التي بلغ عددها (5) جامعات و(15) كلية موزعة على كافة مناطق المملكة وتقوم وزارة التعليم العالي بدفع رسوم المنح الدراسية لطلاب وطالبات التعليم العالي الأهلي وفق ضوابط وآليات منصفة يتم بموجبها توزيعها بين الجميع وبما يضمن توزيع المنح الدراسية بين الجامعات والكليات الأهلية على نحو يحقق الفرص العادلة، وقد بدأت الوزارة بهذه المشروعات في العام الدراسي 1428 / 1429ه واستفاد منه حتى الآن (4000) طالب وطالبة. كما شملت الرعاية السامية الكريمة جميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية حيث وافق مجلس الوزراء الموقر على الحوافز الإضافية لكادر أعضاء هيئة التدريس السعوديين والتي كان من ضمنها تخصيص مبلغ خمسة مليارات ريال لبناء وحدات سكنية لأساتذة الجامعات ضمن إطار المدن الجامعية، وهو ما عملت الوزارة على تفعيله بتوقيع عقود مشاريع إسكان في عدد من الجامعات ومجمعات الكليات الجامعية، حيث تسعى الوزارة لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة في تأمين الاستقرار النفسي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية وتهيئة أفضل الأجواء للعملية التعليمية؛ ليستمر عطاء وإبداع هذه النخب الأكاديمية بما ينعكس إيجاباً على أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات ويدعم مخرجات التعليم الجامعي بشكل عام. وفي سياق الاستثمار في العنصر البشري باعتباره من الدعائم المؤثرة والفاعلة في المسيرة التنموية، فإن الوزارة تنفذ برامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي حيث يقوم البرنامج با بتعاث أبناء وبنات الوطن إلى أفضل الجامعات العالمية المرموقة وأكثرها تقدماً في أمريكا، وكندا، ودول أوروبا، وأستراليا، ونيوزيلاندا، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، والهند، وماليزيا لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، والزمالة الطبية، ويتم تحديد التخصصات وإعداد المبتعثين بما يتفق مع حاجة سوق العمل وما تتطلبه احتياجات المناطق والمحافظات والجامعات والمدن الصناعية، حيث يسعى البرنامج إلى تأهيل الشباب السعودي للقيام بدوره بالتنمية في مختلف المجالات في القطاعين العام والخاص. ويتيح البرنامج للطلاب فرصة الدراسة في تخصصات الطب، وطب الأسنان، والزمالة، والصيدلة، والتمريض، والعلوم الصحية، والأشعة، والمختبرات الطبية، والتقنية الطبية، والعلاج الطبيعي، والهندسة المدنية، والمعمارية، والكهربائية، والميكانيكية، والصناعية، والكيميائية، والبيئية، والاتصالات، والآلات والمعدات الثقيلة، وهندسة الحاسب الآلي ، وعلوم الحاسب والشبكات، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والقانون ، والمحاسبة، والتجارة الالكترونية، والتمويل، والتأمين والتسويق، ونحوها من التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل. وقد أدى التوسع في الابتعاث إلى زيادة كبيرة جداً في أعداد المبتعثين، حيث زادت أعدادهم من (2900) طالب وطالبة قبل أربعة أعوام إلى ما يزيد على (50) ألف طالب وطالبة في العام الدراسي 1430ه. كما أن لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، على الصعيد الدولي جهوداً عظيمة وإنجازات سامية ومآثر كريمة في مد جسور التعاون والتواصل مع المسلمين ودول العالم كافة ودعم أبناء المسلمين باعتماد المنح الدراسية لهم في كافة الجامعات السعودية لنشر الدعوة وتبصير أخوانهم بالعقيدة الإسلامية الحقة من منبعها منبر الهداية والتقوى وتأكيد أهمية حوار الثقافات والأديان بين دول العالم وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام. إن هذه الإنجازات العظيمة وتلك الجهود الجبارة لتؤكد أن لخادم الحرمين الشريفين خبرة عميقة في ميادين الخير ومجالات العطاء ، يشهد بها كل منصف ومحب لبلادنا على المستوى الإقليمي والعالمي فهو – حفظه الله – سليل السياسة والحكمة ورائدهما وعهده حفظه الله عهد خير وبركة ونماء. نسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لمواصلة مسيرة التطور والتقدم في جميع المجالات وأن يديم على بلادنا وامتنا قيادتها السامية الرشيدة لعز الوطن وسعادة المواطن.