كثيراً ما يصدم المواطن برفض المستشفيات التخصصية لاستقبال قريبٍ له استدعت حالته الصحية الحرجة سرعة تنويمه في قسم العناية المركزة بحجة عدم توفر سرير له ، وبرغم الحاجة الملحة لسرعة التدخل في بعض الحالات إلا أن هذه الجملة كثيراً ما يرددها المسئولون عن غرف العناية المركزة كجوابٍ لأسئلةٍ ملحةٍ من ذوي المرضى . ولعل اللافت للنظر أن أزمة نقص الأسرّة في أقسام العناية المركزة يقابلها عجز في قلة الكوادر المؤهلة للعناية المركزة حيث لايتجاوز عدد الاستشاريين المؤهلين للعناية نسبة ال 10% بحسب ما أكده ل"الرياض" رئيس الجمعية السعودية لطب العناية الفائقة بالإنابة المقدم طبيب ياسر بن حسين مندورة والذي أكد في حديثه بأن أزمة أسرة العناية المركزة لازالت قائمة كون العدد المتوفر لايتجاوز 2000 سرير يتركز معظمها في مستشفيات المدن الرئيسية . والغريب في الامر تباين عدد اسرة العناية الفائقة ما بين رئيس الجمعية السعودية لطب العناية الفائقة والذي أكد أزمة نقصها محددا عددها في المملكة ب 2000 سرير بينما أوضح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور الحواسي بأن عدد أسرة العناية الحرجة في مستشفيات المملكة 3000 سرير وهذا ما يؤكد تباين المعلومات بين الجمعيات والجهات الحكومية . أحمد الزهراني هو أحد ضحايا نقص الكوادر المؤهلة في أقسام العناية الحرجة إذ تسبب التشخيص الخاطئ لحالته في تصنيفها ضمن الحالات الطبيعية التي لاتستوجب دخوله غرفة العناية الحرجة الجراحية بعد أن تعرض لحادثٍ مروري في منطقة الباحةجنوب المملكة فشخص الطبيب حالته بأنها مجرد خدش في الفك جراء الارتطام بمقود السيارة ، وبعد يومين تورم الوجه وازدادت حالته سوءاً فقررت أسرته نقله لأحد المستشفيات الخاصة لتكتشف إصابته بأربعة كسورٍ في الفكين استدعت تدخلاً جراحياً لإنقاذ حياته تجاوزت تكلفته 45 الف ريال . وبحسب تقريرٍ حصلت "الرياض" على نسخةٍ منه فإن معدل رفض الحالات لدخول العناية المركز الجراحية يتجاوز عشرة أضعاف الحالات المدخلة بسبب طول معدل مدة الإقامة بالإضافة لزيادة الطلب عليها . ويبين التقرير الذي أعده المقدم طبيب ياسر مندورة بأن عدد أسرة العناية الحرجة لعام 2008م في المستشفيات الرئيسية في مدينة الرياض لايتجاوز 191 سريراً في كلٍ من مجمع الملك سعود الطبي ومستشفى القوات المسلحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى الملك فهد بالحرس الوطني ، وبلغ عدد حالات الدخول للعناية المركزة في مستشفى القوات المسلحة للعام 2008م ( 1850 ) مريضاً مما يوضح أن هناك زيادة بمعدل أربعة أضعاف في مجموع عدد المرضى الذين تم إدخالهم إلى خدمات العناية المركزة بين عامي 2004 و 2008 . ونفى وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية الدكتور منصور الحواسي أن تكون هناك ندرةً في الكوادر المتخصصة لمتابعة حالات العناية الحرجة ، مؤكداً على ان وزارة الصحة تمتلك برنامجاً متخصصاً لتخريج كفاءات سعودية لتغطية العجز حيث يجد ذلك التوجه كل العناية والرعاية من الوزارة . وبين الدكتور الحواسي أن عدد أسرة العناية الحرجة في المستشفيات الجديدة لن تقل عن 20% من عدد الأسرة في أغلب مستشفيات وزارة الصحة بحكم أن العناية الحرجة من اهم الأقسام في المستشفيات وشهدت نسبة الأسرة بحسب وصفه ارتفاعا عن السابق حيث كانت نسبتها لا تتجاوز 5 % . المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد بن محمد الشيباني أكد على أن عدد الاستشاريين السعوديين للعناية الحرجة في وقتنا الحاضر قارب الخمسين استشارياَ بينما تدار ال 20% من نسبة أسرة العناية الحرجة في مستشفيات المملكة والبالغ عددها 3000 سرير بنفس الطريقة التي تدار بها المستشفيات التخصصية.