يعاني الكثير من المواطنين سوء الخدمات الصحية التي تقدمها عدد من المستشفيات، وذلك بسبب اختلاف قدرة وإمكانية كل مستشفى من حيث أجهزة الكشف المتطورة ومدى استخدام التقنيات الجديدة في عالم الطب. وقد صنف المرضى المستشفيات إلى تصنيفات متعددة مثلاً نجد مستشفى مميز في العظام والكسور وأيضاً مستشفى مميز في أمراض الباطنية ومستشفى مميز بفصل التوائم علماً أن جميع هذه المستشفيات حكومية. وحول هذا الموضوع التقت "الرياض" بعدد من المواطنين وتحدث زياد السبيعي وقال للأسف أصبحت مستشفياتنا ذات تخصصات مبطنة فمثلاً إذا كان احد الأشخاص تعرض لكسور فإنه يذهب إلى مستشفى الشميسي وذلك بسبب السمعة والخبرة التي حظي بها طوال سنوات ماضية وهو يستحق ذلك لكن من غير المعقول أن يتجه جميع المرضى المصابون بكسور إلى مستشفى الشميسي. وأضاف السبيعي أن مستشفيات العاصمة لديها فوارق كبيرة من حيث الأجهزة الطبية فهناك مستشفيات تتوفر بها أجهزة متطورة وقادرة على الكشف بصورة افضل ولكن هناك مستشفيات إمكانياتها محدودة. وحول الموضوع تحدث المواطن العنزي قائلاً ان حالة والده الصحية تدهورت بسبب تشخيص خاطئ في مستشفى حكومي حيث أن والدي أصيب بوعكة صحية وكتب الطبيب المعالج تقريراً يفيد انه يعاني من التهاب رئوي بسيط وتم صرف علاج له وعاد للمنزل. وأضاف العنزي أن صحة والده أصبحت في تدهور مستمر وتم نقله لطوارئ مستشفى حكومي وأفاد أن والدي لديه ورم سرطاني كبير في الحنجرة وأن التأخير في عدم اكتشاف المرض أزم الموقف مما يدل على مدى التخبط الذي تعانيه بعض المستشفيات فمن الممكن ان يكون مستشفى ذو تجهيزات طبية على مستوى عال لكن قدرة الأطباء على التعامل مع التكنولوجيا الطبية بطيئة مما يجعل التشخيص اجتهادياً. وحول الموضوع تحدثت نورة قائلة إن معاناتنا مع بعض المستشفيات الحكومية تتمثل في نقص الأجهزة الطبية في بعضها وهذا يجعل توجه جميع المرضى إلى المستشفى الذي يملك هذه الإمكانيات وبذلك يجد المريض صعوبة في إيجاد سرير أو حتى موعد. وأضافت نورة كثير من المستشفيات لدينا تعيش عجزاً في توفير الأجهزة المتطورة وخصوصاً لبعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان (كفانا الله شره) فعلاجه لا يوجد إلا بمستشفيات معينة فقط والجميع يعرف أن العلاج الإشعاعي مهم جداً ولكن كثرة المرضى وتكدسهم في بعض هذه المستشفيات وهذا يؤثر على نفسيتهم ومن المعلوم ان الجانب النفسي مهم لهؤلاء المرضى. كما تحدث الأستاذ احمد البراهيم متسائلاً أين دور القطاع الخاص في دعم المستشفيات بالأجهزة المتطورة والحديثة كل دول العالم تجد المساندة والدعم من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة وللأسف لم نشاهد مثل هذه المواقف في بلدنا رغم أن قطاع الشركات والبنوك وفرت لهم الدولة كل شيء في سبيل تنمية إيراداتهم وأرباحهم والتي تجاوز بعضها مبلغ ال500 مليون ريال سنوياً ولذلك يجب على البنوك والقطاع الخاص دعم مستشفياتنا بأفضل الأجهزة الطبية وتوفيرها في سبيل رعاية مرضانا ومساعدتهم في تجاوز أزماتهم الصحية بأحدث ما توصل إليه الطب. وأضاف البراهيم أن مشاركة القطاع الخاص في دعم المسيرة الصحية لبلدنا سيحقق لنا فوائد عظيمة منها توفير رعاية صحية على الجودة للمريض وأيضاً المساهمة في تشخيص المرض مبكراً وسرعة علاجه كما ان توفر الأجهزة الطبية في كل المستشفيات سيخفف من تكدس المرضى على مستشفيات معينة وبذلك يتحقق لنا توفير أجواء صحية ملائمة لكل مريض وفق عناية واهتمام وتشخيص صحيح بعيداً عن الاجتهادات. من جانبها قالت هند السنجاري ان هناك تطوراً ملحوظاً تعيشه المملكة في المجال الصحي في بعض المناطق ولكن هناك مناطق خارج المدن الثلاث (الرياض. الدمام. جدة) تحتاج إلى إعادة نظر ويجب الوقوف على وضعها الصحي فمن غير المعقول من يحتاج إلى علاج يتم تحويله إلى هذه المناطق (الرياض. جدة. الدمام) لكي يحصل على الكشف الدقيق والعناية الصحية الكاملة. وأضافت السنجاري قائلة متى يأتي اليوم ونجد به جميع مستشفياتنا قد وصلت إلى حالة من الاستعداد المبكر لاستقبال كل حالة ومريض مع أمهر الاطباء وأحدث الاجهزة. من جانبه تحدث الدكتور خالد الردادي ل"الرياض" مساعد المشرف العام على مجمع الملك سعود الطبي للتموين الطبي قائلاً لا يمكن ان يجمع مستشفى كل التخصصات، وهناك حساب طبي سنوي من قبل الوزارة لجميع الأجهزة القديمة. وأضاف أن التجهيزات الطبية في مجمع الملك سعود راقية جداً وهناك لنا أولويات فالمستشفى العام ومستشفى الأطفال ومستشفى الولادة لها ميزانية قابلة للزيادة أو النقصان حسب الحاجة وكل مستشفى بحاجة إلى أجهزة جديدة أو يجد لديه نقصاً في الأجهزة يتم وضع أولويات الأجهزة له وسوف تؤمن له فوراً. وأشار إلى أن المجمع لديه إمكانيات كبيرة وهو يركز على تخصصات معينة وهذا جعله مميزاً في كل من العظام وقسم الحروق والعناية المركزة وهذا جعل المجمع يشهد إقبالاً كبيراً بسبب النجاحات الطبية في هذا المجال. وأكد د. الردادي انه لا يوجد مستشفى في العالم وصل إلى درجة الكمال في الخدمات والتجهيزات الصحية ولكن هناك اجتهادات وجهود تبذل من أجل تقديم الرعاية الصحية المطلوبة لكل مريض على أحدث مستوى وذلك بسبب النقلة النوعية للمجمع من حيث المباني والتجهيزات.