تشهد المملكة نهضة صحية كبيرة وملحوظة في الآونة الأخيرة في إنشاء مستشفياتها ومرافقها الصحية الحكومية والخاصة، ونخص بالذكر ما تقوم به مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية في تطوير مستشفياتها لتضاهي وتواكب المستشفيات والدول المتقدمة من ناحية الكوادر الطبية العالمية والتجهيز والتصميم والبناء، كان آخرها مستشفى جراحة العظام والمفاصل بالرياض لخدمة المراجعين ومرضى العظام وما تمليه الحاجة الطبية والاحتياج لهذا التخصص الدقيق. وتم مؤخراً التشغيل الفعلي لهذا المستشفى، الذي يعد أول وأكبر مستشفى متخصص في جراحة العظام واستبدال المفاصل بالشرق الأوسط. وللتعرف على مزيد من التفاصيل عن التجهيزات والتقنيات الحديثة التي تم إضافتها في هذا المستشفى المتخصص بجراحة العظام التقينا مدير عام المجمع الطبي بالعليا عبدالرحمن العييد، وكان لنا معه هذا الحوار. هذا المستشفى يعد أحدث وأكبر وأول مستشفى متخصص في جراحة العظام، ماذا يميزه عن غيره من المستشفيات؟ يتميز المستشفى بأنه الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص في جراحة العظام والعمود الفقري واستبدال المفاصل، حيث روعي في تصميمه مطابقة المعايير العالمية لبناء المستشفيات المتخصصة وتوفيره لكافة المتطلبات التي يحتاجها أي مستشفى متخصص، كوجود غرف عمليات كاملة التجهيز ذات سعة كبيرة تتطابق مع المواصفات العالمية، إضافة إلى وجود كادر طبي مؤهل تأهيلاً علمياً عالياً وذو خبرة طويلة يتعامل معه الجراح بكل أريحية. أعلى المعايير والمواصفات العالمية ما هي إمكانيات هذا المستشفى؟ نجاح أي مشروع يتوقف على مستوى الجودة المستخدمة لهذا المشروع، لذا رأينا أن يتم تصميم مستشفى جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري طبقاً لأعلى المعايير وأحدث المواصفات العالمية المتخصصة في تصميم مستشفيات العظام، وهذا ساعد في تنفيذ وتطبيق كافة سبل النجاح الحديثة. فقد تم تجهيز المستشفى لتتسع لأكثر من 150 سريراً بتكلفة تجاوزت 150 مليون ريال، وتم تخصيص 6 غرف لعمليات العظام والمفاصل بما فيها زراعة المفاصل للركب والوركين وعمليات العمود الفقري والكسور وإصابات الرباط الصليبي والإصابات الرياضية والخلع الولادي، إضافة الى جميع إصابات العظام المختلفة، وكذلك تم توفير 18 سريراً للعناية المركزة. كما أن هذا المستشفى صمم بشكل فريد ومميز بدءاً من استقبال المرضى وكيفية استقبالهم وتحويلهم للإسعاف وعمل الأشعات اللازمة بكافة أنواعها والصعود إلى غرف العمليات من خلال مصاعد خاصة وفسيحة تم توفيرها للمرضى، وتم تجهيز المستشفى بكامل التجهيزات وكافة ما يحتاجه مريض جراحة العظام سواء قبل العملية من طرق مختلفة للتشخيص بالأشعة والتحاليل في مكان واحد الذي من شأنه أن يختصر الوقت ويوفر الراحة للمرضى. ومن ثم مرحلة ما بعد الجراحة والتي يتم فيها تأهيل المريض بالعلاج الطبيعي. استقطاب أشهر وأكفأ الأطباء تحدثنا عن التجهيزات والمستشفى ولكن تعلم أن الكوادر البشرية لها دور كبير في نجاح أي مؤسسة طبية، فما هي خطواتكم في هذا المجال؟ العامل البشري له بالغ الأثر في نجاح تقديم الخدمة الطبية وبجودة عالية، لذا تم استقطاب أشهر وأكفاً الأطباء المتخصصين في كافة مجالات العظام والدقيقة والحاصلين على الزمالات الأوروبية والأمريكية والغربية من مختلف الجنسيات والكفاءات الوطنية أو الأخرى، وطاقم تمريضي مؤهل على أعلى مستوى وقادر على مواكبة آخر التطورات في مجال تقديم العناية والرعاية الصحية. وتوفيراً على مراجعينا من تحمل مشاق السفر إلى الخارج فقد حرصنا على تنظيم زيارات دورية لفرق طبية عالمية من فرنسا وألمانيا وفي كافة تخصصات العظام مثل الفريق الفرنسي المتخصص في جراحات العمود الفقري والأطباء الألمان والأمريكان الذين يزورون مستشفيات المجموعة بصفة دورية وهذه الكفاءات الطبية لديها خبرة كبيرة جداً في مجال جراحة العظام. طفرة نوعية في المستشفيات المتخصصة وماذا يمكن أن يضيف مستشفى متخصص مثل هذا للرياضيين والمراجعين ومرضى العظام؟ المستشفى الجديد سيحدث نقلة وطفرة نوعية في المستشفيات المتخصصة بتوفير الأساليب العلاجية الحديثة والأجهزة المتطورة والتي ستضع بصمة في جراحات العظام والمفاصل، وستكون المستشفى منارة لجراحة العظام في المستقبل القريب. نظام إلكتروني في غرف العمليات ننتقل بالحديث لغرف العمليات باعتبار المستشفى متخصص في جراحات العظام والعمود الفقري. خصصت المستشفى 6 غرف لإجراء كافة عمليات جراحة العظام واستبدال المفاصل إضافة إلى جراحات الإصابات الرياضية والعمود الفقري مزودة بنظام العمل الإلكتروني ومرتبطة بقسم الأشعة، حيث تم تزويدها بشاشتين الأولى لعرض ملف المريض والأخرى لعرض كافة الخطوات العملية مما يتيح المتابعة أمام الفريق الجراحي. كذلك فقد تم عزل الحوائط والأرضيات بمواد مضادة للبكتريا والجراثيم ومزودة بفلاتر للهواء لتنقية الهواء بدقة عالية وفقاً لمواصفات المعهد الأمريكي الوطني للمقاييس والمعايير، وهناك نظام للتخلص من غازات التخدير الزائدة، ونظام عزل عن الهواء الخارجي لغرف العمليات، والأدوات الطبية المستخدمة تخرج من باب خاص تجنباً لحدوث انتقال للعدوى، ونظام أمان لمنع دخول غير المصرح لهم، كما أن غرف العمليات مرتبطة بشبكة لاسلكية بغرفة مجاورة لنقل تفاصيل وخطوات الجراحة للفريق الطبي وذلك في إطار الحرص على تطوير المهارات والإمكانيات للكادر التمريضي. أحدث نظم الفلترة والتخدير عالمياًوكيف تختلف هذه الغرف عن بعضها؟ تختلف غرف العمليات من حيث التجهيز والأعداد، فمثلاً غرف عمليات عظام الأطفال تكون تحت درجة حرارة تختلف عن أي غرفة عمليات آخرى، كما أن تجهيز الغرف مختلف تبعاً للتخصص المراد إجراؤه، فقد تم تجهيز غرف عمليات العمود الفقري واستبدال المفاصل بنظم للفلترة تصل نسبته إلى 99.98 % الأمر الذي من شأنه منع الالتهابات وعدم انتقال العدوى من مريض إلى آخر والحرص على التعقيم المستمر بها وتواجد الأدوات المستخدمة على قرب من غرف العمليات، والتخلص من الأدوات ذات الاستعمال الواحد ولا يعاد تمريرها مرة أخرى كما هو متبع في المستشفيات العالمية، وكذلك تم تجهيز غرف العمليات بتقنيات رقمية حديثة وشاشة كبيرة يمكن من خلالها نقل العملية مباشرة من وإلى للتواصل مع العالم الخارجي، كما يحدث في المؤتمرات الطبية العالمية. إجراء 4 عمليات في آن واحد هل من تقنيات حديثة تم استقطابها لهذا المستشفى؟ نعم، فتلك الغرف التي قد جهزت بأحدث التقنيات الحديثة لجراحة العظام يمكن من خلالها إجراء أربع عمليات في آن واحد، الغرفة الأولى مخصصة لجراحات العمود الفقري حيث يجد الجراح كل ما يلزمه من معدات وأجهزة تحت تصرفه وكادر طبي مؤهل للمساعدة، والغرفة الثانية لجراحات مفاصل الصناعية، والثالثة للكسور، والرابعة لجراحات عظام الأطفال. حيث إنه من الممكن إجراء أربع عمليات كبرى في آن واحد. كما وفر مستشفى جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري كفاءات فنية وأسرة متقدمة للإفاقة والإنعاش بعد العمليات، وتم تأمينها من كبرى الشركات المتخصصة مثل شركة استرايكر Stryker الأمريكية. ماذا عن أجهزة ونظم التخدير؟ تم توفير أحدث أجهزة للتخدير من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية (GE) والتي تعرض كل المعلومات المتعلقة بالمريض ويمكن التحكم بها من خلال نظام كمبيوتر دقيق يتيح لطبيب التخدير المتابعة المستمرة والدقيقة لحالة المريض أثناء إجراء العملية، كما أن الغرف تدار عن طريق شبكة كمبيوتر INTRANET، ويتم استعمال الأدوية الحديثة قليلة المضاعفات وقصيرة المفعول والذي يقلل كثيراً من نسبة الخطورة في التخدير. وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى العلاج المبكر مما يعطي نتائج أفضل ومنها على سبيل المثال حالات التهابات المفاصل عند الأطفال التي إذا تركت لفترة طويلة دون معالجة ممكن أن تتسبب نتائج عكسية، كما هناك بعض الكسور أيضاً تحتاج للتدخل السريع حتى في عمليات استبدال المفاصل تحتاج لوقت معين وتأخيرها ضد مصلحة المريض. وهذا المستشفى معد للتعامل مع تلك الحالات بشكل متميز.