سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الغثبر: وضع الأمن المعلوماتي في المملكة يتطلب تشكيل مجلس أو هيئة متخصصة في أمن المعلومات بعد أن خصصت إستراليا 100 مليار دولار للاستعداد للحرب الإلكترونية
تعتمد الحروب الحالية والمستقبلية على التقنية بشكل كبير، بل أصبح الاحتراف التقني وكيفية اختراق أنظمة العدو عاملاً حاسماً ، وها هي استراليا تخصص 100 مليار دولار للاستعداد للحرب الالكترونية، والمملكة تحتل المركز التاسع عالمياً في عدد الهجمات الموجهة لها، وهذا الأمر أصبح مقلقاً بشكل كبير للمختصصين في مجال أمن المعلومات، مما دعا جامعة الملك سعود مؤخرا بتمويل من وزارة التعليم العالي، إلى إنشاء مركز متخصص أطلقت عليه مسمى مركز التميز لأمن المعلومات (coeia.edu.sa) بهدف التركيز على الأبحاث ذات العلاقة بأمن المعلومات وتبادل الخبرات والمعلومات. وللاستزادة حول هذا الموضوع الحيوي والهام فقد أجرينا هذا الحوار مع مؤسس ومدير المركز الدكتور خالد بن سليمان الغثبر، وإليكم تفاصيل الحوار: * ما هي فكرة مراكز التميز؟ ** مراكز التميز هي مبادرة طموحة من وزارة التعليم العالي لدعم المراكز البحثية الجامعية لتصبح متميزة على المستوى العالمي، ويأتي هذا الدعم من خلال تمويل لمدة خمس سنوات ليكون المركز بوتقة التخصص على مستوى الجامعات السعودية بحيث تحتضنه جامعة رائدة في هذا المجال ويساند المركز بقية الجامعات في هذا التخصص. بل ويتعدى ذلك إلى دعم الجهات الحكومية في تحسين مستوى امن المعلومات لدى تلك الجهات وتقديم الأبحاث والاستشارات. * هل يعني ذلك ان نطاق مركز التميز لأمن المعلومات هو جميع الجامعات السعودية؟ ** هذا صحيح ونحن نسعد بذلك. * ما الرؤية والرسالة التي تسعون إلى تحقيقها؟ ** تكمن رؤية المركز في أن يكون مركزاً عالمياً رائداً في أمن المعلومات وأن يكون المصدر الأول للمعرفة والخبرة في هذا المجال إقليميا، أما رسالته فهي دعم وإعداد البحوث العلمية المتخصصة في امن المعلومات وتبادل المعارف والخبرات وتقديم الاستشارات * يبدو أن هذه الرؤية تمثل تحدياً كبيراً، فما تعليقكم؟ ** هذا صحيح وقد أصبت كبد الحقيقة، وقد ذكرها عدد من الخبراء العالميين عند تقييمهم للمركز، ولكن ملاحظة الخبراء جاءت من باب السرور والتمني ببلوغ الغاية وتحقيق الهدف لان مثل هذه المراكز لها اثر ايجابي على البلد التي تعمل فيه بشكل خاص وعلى بقية البلدان بشكل عام وذلك للإسهامات التي تنطلق من تلك المراكز ويكون أثرها عالمياً بشكل غير مباشر. لقد كُتب للمركز أن يولد وطموحه عالياً حيث حملنا معالي مدير جامعة الملك سعود أ.د. عبدا لله العثمان مهمة تحقيق هذه الرؤية بتعليماته وبالتسهيلات المناسبة لتحقيقه ونسأل الله العظيم أن يوفقنا لتحمل المسؤولية. * ما الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها؟ ** في إطار رؤية الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات يسعى هذا المركز لتحقيق عدداً من الأهداف من أهمها تشجيع ودعم الباحثين لتقديم وحل المشاكل في مجال امن المعلومات للقطاع الحكومي والخاص، و استقطاب الموهوبين والباحثين والمهنيين لإيجاد الحلول المبتكرة والتقنيات الجديدة، ونقل المعرفة والخبرة، وتشجيع تطعيم مفهوم امن المعلومات في البحث والتعليم في المملكة، بالإضافة إلى ذلك تقديم خدمات استشارية متخصصة في امن المعلومات ورفع مستوى التعاون البحثي بين الأقسام المختلفة في جامعة الملك سعود في مجال امن المعلومات. * ما العلاقة التي تربطكم بالخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات، التي أعلنت عنها المملكة متمثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ ** تتوافق أهداف مركز التميز لأمن المعلومات (COEIA) مع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات حيث سيعمل المركز على تحقيق رؤية الخطة من خلال المساعدة في إنتاج المحتوى باللغة العربية في مجال أمن المعلومات ومساعدة الأفراد والقطاع الحكومي والشركات لتطبيق طريقة آمنة تحمي استثماراتهم وتحافظ على إنتاجيتهم و تبني الثقة في خدمات الاتصالات و تقنية المعلومات. بالإضافة إلى ذلك سيعمل المركز على تشجيع الأفراد الموهوبين وكذلك الأفكار المتعلقة بمجال أمن المعلومات ليتم تحويلها إلى مشاريع ومنتجات تحت مسمى (صنع في المملكة العربية السعودية). * كيف سيدعم ويتعاون المركز مع المراكز البحثية والكليات الوطنية؟ ** سيساهم المركز في دعم البحوث في مجال أمن المعلومات. ودعم الدراسات العليا في جامعة الملك سعود. وتشجيع الطلاب على التركيز على أمن المعلومات، وسيقوم المركز بسد الفجوة بين المؤسسات الأكاديمية والصناعة. * يعني ذلك أن المركز سيركز على الطلاب والباحثين فقط ولن يستفيد المجتمع من المركز؟ ** بالعكس، ما يقوم به المركز من دعم الباحثين والطلاب له فائدة مباشرة عليهم ولكن في نفس الوقت هذه الفائدة تنعكس على المجتمع بجميع أطيافه، فخدمة المجتمع هي المحصلة النهائية لجميع خدماتنا، حيث إن جميع ما نقوم به يصب في مصلحة المجتمع أولا وأخيرا، ومن أشكال الاستفادة للمجتمع: رفع مستوى التوعية بأهمية امن المعلومات، توجيه الباحثين والطلاب على تقديم حلول مفيدة للجهات الحكومية أو الخاصة أو المجتمع بشكل عام. كذلك دعم المحتوى العربي المتخصص في امن المعلومات * ذكرت أن المركز يتعاون مع مراكز وجهات داخلية، فما هي؟ ** إن المركز يضع جميع إمكانياته تحت تصرف من يحتاج إلى مساعدة فيما يندرج تحت اختصاصنا، وحاليا لدينا علاقات تعاون مع عدد من الجامعات والجهات الحكومية بالإضافة إلى تعاون مع جهات تجارية و أكاديمية و بحثية عالمية. * هل سيركز المركز على الجانب البحثي فقط؟ ** البحث والتطوير هو الأساس، بناءً على توجيهات وزارة التعليم العالي، ويأتي بعد ذلك الاستشارات والتعليم .وسيكون لكل قسم قائده وفريق العمل الخاص به وسيكمل بعضهم البعض من أجل الوصول إلى الإدارة السلسة المنتظمة للمركز لتحقيق الأهداف العامة . * ما هي انجازاتكم حتى الآن؟ ** بالرغم من حداثة المركز إلا أن المركز حقق انجازات ممتازة مقارنة بالمراكز الأخرى، فقد أقام ورشتي عمل وأكثر من عشر محاضرات بحثية متخصصة لنقل المعرفة وتلاقح الأفكار، كما رعى المركز عدد من الندوات والملتقيات المتخصصة في امن المعلومات في دول الخليج العربي وعلى مستوى العالم. كذلك فالمركز بفتخر بموقعه الالكتروني (coeia.edu.sa) الثري بالمحتويات ذات العلاقة وعلى احتواه على 200 مقاله في امن المعلومات باللغة العربية وبذلك يعتبر اكبر تجمع لمثل هذا المحتوى على مستوى الانترنت، وكذلك يفخر المركز بانضمام أكثر من 1400 مختص لعضوية المركز. وعلى صعيد البحث العلمي فالمركز شارك ويشارك بأبحاثه المتميزة في مؤتمرات ومجلات علمية عالمية بالإضافة إلى دعمه 11 مشروع بحثي متخصص. وقد أصدر المركز باكورة أعماله التأليفية بكتابين الأول بعنوان "أمن المعلومات بلغة ميسرة" والثاني بعنوان "الاصطياد الالكتروني" باللغة العربية ليثري بذلك المكتبة العربية بكتب علمية مفيدة للجميع. * ما هي أوجه التمويل الرئيسية؟ ** أول مصدر للتمويل هو دعم وزارة التعليم العالي بالإضافة إلى دعم جامعة الملك سعود، ولكن يعتبر هذا الدعم مجرد نواة للدعم المالي وهو موجه للبحث العلمي، وفي حقيقة الأمر فالوضع الراهن لحال امن المعلومات في المملكة يتطلب أضعاف هذا الدعم وبدعم وتوجيه من أعلى السلطات، حيث أن المملكة تحتل المركز التاسع عالمياً في عدد الهجمات الموجه لها وهذا الأمر أراه شخصيا مقلقاً. الوضع يتطلب تشكيل مجلس أو هيئة متخصصة في امن المعلومات للإشراف ورفع مستوى امن المعلومات في المملكة. ويسعى المركز إلى الحصول على أنواع أخرى من الدعم من الجهات ذات العلاقة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خاصة وان أهداف المركز تصب في تحقيق أهداف ومشاريع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية. بالإضافة إلى ذلك يسع المركز إلى إقامة مشاريع بحثية واستشارية مع بعض الجهات الحكومية للتمويل ودعم البحث العلمي والتطوير. وأنا أقدم دعوة من خلال هذا الحوار إلى متخذي القرار إلى دعم المركز لصالح الوطن. * ماذا تتوقع مخرجات هذا المجلس أو الهيئة التخصصية؟ ** أرى أن تشكل تلك الهيئة للتركيز على اربع محاور: أولا: تطوير الكوادر السعودية المتخصصة في امن المعلومات. ثانيا: رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع. ثالثا: تطوير الوضع الأمني المعلوماتي في الجهات الحكومية. رابعاً: تطوير الأنظمة والتشريعات المتعلقة بأمن المعلومات والخصوصية. * ما هي نصائحك لرفع مستوى الأمن المعلوماتي في المملكة؟ ** يتطلب رفع مستوى الأمن المعلوماتي في المملكة إلى العديد من المبادرات على ثلاث محاور: الأول: مستوى العامل البشري ويندرج تحت هذا العامل تطوير الكوادر البشرية المؤهلة وكذلك التوعية على جميع مستويات أطياف المجتمع. المحور الثاني: السياسات والتشريعات والإجراءات والمراجعات على جميع المستويات وتطوير الجوانب التقنية المساندة لتفعيل هذا المحور. المحول الثالث هو تطوير البحث العلمي و تطوير المنتجات والبرامج الخاصة بأمننا القومي لحماية المعلومات والبنية التحتية وصد الهجمات الالكترونية المتزايدة.