اعلن كل من الرئيس الايراني المنتهية ولايته المتشدد محمود احمدي نجاد وخصمه الرئيسي المحافظ المعتدل مير حسين موسوي فوزه في الانتخابات الرئاسية الايرانية بعد يوم من المشاركة الكثيفة غير المسبوقة في الاقتراع. من جهته، قال رئيس اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية الايرانية كمران دانيشجو: إن احمدي نجاد يتصدر الانتخابات الرئاسية التي جرت امس بحصوله على 69% من الاصوات بعد فرز 19% من صناديق الاقتراع.واوضح دانيشجو انه بعد فرز 8801 صندوق اقتراع، اي 19% من مجموع صناديق الاقتراع في سائر انحاء البلاد تضم حوالى خمسة ملايين صوت، تبين حصول احمدي نجاد على 69,04% من الاصوات مقابل 28,42% حصل عليها موسوي. وحصل كل من المرشحين الباقيين على اقل من 2% من الاصوات التي تم فرزها. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "على اساس المعلومات التي جمعتها، حصل الدكتور نجاد(52 عاما) على اغلبية الاصوات ليصبح الفائز الاكيد في الانتخابات الرئاسية العاشرة". وقبل دقائق من ذلك، كان مير حسين موسوي (67 عاما) قد اعلن فوزه في الانتخابات امام الصحافيين. وقال موسوي وهو يتلو بيانا على الصحافيين "طبقا للمعلومات التي وصلتنا انا الفائز في هذه الانتخابات بفارق كبير"، على الرئيس المنتهية ولايته. واضاف "اشكر الحضور الرائع للناخبين (...) جاء اشخاص لم يأتوا من قبل الى صناديق الاقتراع والجميع رأوا ذلك. لقد تشكلت طوابير انتظر فيها الناس طيلة ساعتين او ثلاث ساعات للاقتراع". وأتى تصريح موسوي بعدما اعلن احد مساعديه ان المرشح المحافظ المعتدل فاز ب65% من الاصوات. ووقف الناخبون الايرانيون في طوابير طويلة بانتظار الادلاء باصواتهم في هذه الانتخابات الحاسمة التي شهدت منافسة حامية بين احمدي نجاد وموسوي. ووتم تمديد مدة التصويت عدة مرات نظرا للاقبال الشديد على الاقتراع في اكثر الانتخابات تنافسية منذ الثورة الاسلامية قبل 30 عاما، حسب مسؤولين. وقال عضو مجلس صيانة الدستور محسن اسماعيلي ان "نسبة المشاركة جيدة واتوقع ان تكون (...) على الاقل 70%". من جهته، اوضح وزير الداخلية صادق محصولي "اعتقد ان النتائج الاولية ستعلن لوسائل الاعلام بعد صلاة الفجر(اليوم). وستجرى دورة ثانية من الانتخابات اذا لم يفز اي من المرشحين باكثر من خمسين بالمئة من اصوات الناخبين. وسلطت الانتخابات الاضواء على الانقسامات العميقة في ايران بعد اربع سنوات من حكم نجاد الذي تسبب خطابه المتشدد في المزيد من عزلة بلاده عن الغرب.كما تعرض للانتقادات داخل بلاده بسبب سياساته الاقتصادية. ويؤيد معظم الشباب والشابات في المدن الكبرى موسوي فيما يحظى نجاد، الذي وعد بمساعدة الفقراء والقضاء على الفساد، بدعم قوي من البلدات الريفية والقرى. ووعد المرشحان الرئيسيان بمستقبل افضل للبلاد عند ادلائهما بصوتيهما، حيث حيا نجاد الجموع الغفيرة التي تجمعت عند مراكز الاقتراع التي اصطفت امامها الرجال والنساء في صفين منفصلين. وبعث موسوي برسالة مفتوحة الى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي يحثه فيها على حماية صناديق الاقتراع، محذرا من مخاطر حدوث " اعمال غير قانونية" وزاعما ان مراقبيه منعوا من دخول مراكز الاقتراع. وقال وزير الداخلية صادق محصولي انه "لم يتم الابلاغ عن اي مخالفات حتى الآن". ويتابع المجتمع الدولي الانتخابات الايرانية باهتمام كبير حيث ان الرئيس الايراني المقبل سيتسلم مهامه في لحظة حاسمة في السياسة الايرانية الخارجية.