يعاني ذوو التوحديين في المنطقة الشرقية أشد المعاناة جراء إعاقة أبنائهم التي قدرها الله، وذلك لصعوبة التعامل معها وحاجتها لأوقات أطول من اللازم كي يفهمها من لديه توحدي، إضافة إلى المبالغ الكثيرة التي تصرف على علاجها لأنها إعاقة نمائية ومعقدة ولا تستقبلها المستشفيات. ووصف الأهالي أحوالهم بالمأساوية، مطالبين الجهات المختصة بإنشاء مراكز للتوحد بأسرع ما يتسنى لأنه يعتبر ظاهرة جديدة على المملكة والعالم بأكمله، كما أن العلماء إلى الآن لم يتوصلوا إلى تحديده بالضبط أو حتى سببه، وأكدت آخر الإحصائيات أن في المملكة مئة ألف طفل مصاب بالتوحد وتكلفة الطالب التوحدي الدراسية بلغت مئة ألف ريال أي أنهم يحتاجون إلى عشرة مليارات ريال سنويا. معاناة واستغلال يقول عبدالوهاب العيسى (أب لابنة توحدية) أن الطفل التوحدي صعب التعامل معه لأنه في عالم آخر، ويحتاج وقتا حتى يتلقى المعلومة، وهذه الإعاقة مكلفة جدا بالنسبة لنا لأنه لا يوجد متخصصون ومراكز تأهيلية، وأنا أنفق على ابنتي مبالغ كبيرة تفوق طاقتي، وقد أدخلتها مركزا للتأهيل فوجدت أنه تجاري وليس بتأهيلي لأن رسومه بالشهر الواحد 5000 ريال ناهيك عن أسعار البرامج التأهيلية، فنحن في حالة يرثى لها، وأطالب الجهات المختصة بإنشاء مراكز متخصصة في علاج إعاقة التوحد. وتضيف أم عبدالله أن كثيرا من المراكز التأهيلية غير متخصصة في علاج إعاقة التوحد ولكن أنا مجبورة على علاج طفلتي بها، فقد دفعت مبلغ ثلاثين ألف ريال خلال ثلاثة أشهر وحالتها لم تتحسن إلا بنسبة ضئيلة وكانت فترة التأهيل في الأوقات الصباحية غير أني أحضرت لها مدرسات وصل أجر الواحدة إلى 3000 ريال في الشهر، فنحن أهالي التوحديين نعتبر موضع استغلال بالنسبة للمراكز والمدارس الخاصة لعدم وجود المراكز، فلدينا بالمنطقة الشرقية مركز واحد للتوحد بالمجان ولكن إمكاناته ضعيفة ويحتاج إلى دعم حكومي ودعم أهل الخير أيضاً، ووزارة الشؤون الاجتماعية تصرف إعانة قدرها 5000 ريال، كما أنها طلبت مني إحضار تقرير طبي لحالة ابنتي مع العلم أنه لا يوجد في المملكة متخصصين، لذلك أطالب المسؤولين باستحداث مراكز للتوحد وإنقاذ أطفالنا من هذه الإعاقة. أما مناحي الشهراني فيقول: أعاني مع ابني خاصة في أوقات الليل فلديه طلبات غريبة ويحتاج لمراقبة في جميع الأوقات، ولا يوجد من يساعدنا فالمراكز لا تهتم إلا بالمال ففي احدى المرات اكتشفت أنهم يعاملونه بقسوة حتى الأطفال الآخرين يستخدمون معهم الشدة، غير الخسائر التي أتكبدها بسبب الخادمات فإلى الآن أحضرت له أكثر من ثلاث خادمات في هذه السنة ولم يتحملنه مما دفعني إلى تركيب كاميرات مراقبة لمعرفة تعاملهن معه، وتكلفته الشهرية 2500 ريال، إضافة إلى ظروف المعيشة الصعبة، كما ان إعانة وزارة الشؤون الاجتماعية لا تأتي إلا بعد سنة ولا تساوي ربع المبلغ الذي أنفقه على تعليمه ورواتب خادماته، لذلك نحن بحاجة ماسة لمراكز التوحد تخفف من معاناتنا وتساعدنا في تحسين أحوال أبنائنا التوحديين. ويقول أحمد القرشي ان كثيرا من المراكز التأهيلية تطلب مبالغ عالية جدا وأنا لا أستطيع لأني متقاعد وراتبي 1720 ريالا، والمستشفيات لا تستقبل حالة ابنتي، وقد استخدمت أنا ووالدتها جميع سبل التعليم لتتحسن حالتها وقد تعلمت الكثير فنحن في معاناة مستمرة كما أن الشؤون الاجتماعية في المنطقة تصرف لنا إعانة قدرها عشرة آلاف ريال فهذا هو الدور الوحيد الذي تقوم به. حالة صعبة ويؤكد رئيس الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بالمنطقة الشرقية علي بن حسين الحصوصة أن المراكز التأهيلية لو طلبت مبالغ عالية فذلك لأن التوحد حالة صعبة جدا، والأهالي لا يستطيعون دفع تلك المبالغ، كما أنه لا يوجد مراكز حكومية متخصصة فهناك معاهد للتربية الفكرية وبها فصول ليست كافية لكل من لديه توحد، إضافة إلى أن إمكاناتها متواضعة جدا سواء من ناحية المنهج أو التعليم والمعلمين، وإلى الآن جميع الحالات لم تغطّ بالكامل في المملكة وكثير من الأطفال لم يجدوا لهم مكانا سواء في المراكز الحكومية أو الأهلية.