شارك مئات المصابين ب «التوحد» وأسرهم، في الحملة التي أطلقتها الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، في أحد المجمعات التجارية، في مدينة الخبر. وتهدف الحملة التي نفذتها إدارة التربية الخاصة تحت شعار «أنا معك»، لدمج هذه الشريحة في المجتمع، بمشاركة مستشفيات وجمعيات خيرية. فيما حذرت متخصصات في الشؤون الأسرية والنفسية من ضعف دور الأسرة، الذي كان «سبباً رئيساً في زيادة أعداد مرضى التوحد». وأبانت الاختصاصية أحلام عبد الرحمن، في تصريح ل «الحياة»، أن «إهمال الأسرة أبناءها في سن مبكرة، وعدم امتلاك القدرة على الكشف عن أعراض التوحد المُتعلقة في فرط الحركة والنشاط، وغيرها، سبب رئيس لزيادة أعداد الإصابات المُكتشفة، والتي تتراوح بين 20 إلى 25 حالة شهرياً، على مستوى مدينة الدمام»، مبينة أن «من بين كل مئة شخص؛ يوجد طفل مصاب بالتوحد، وهذه نسبة عالمية». ولفتت أحلام، إلى أن «عدد الإصابات المُكتشفة يشهد ارتفاعاً، ما يتطلب تنمية الوعي من جانب الأهالي. ولاحظنا خلال الحملة أن ضعف الوعي بالطرق الحديثة في التعامل مع الطفل التوحدي، والمستجدات العلاجية لمرضى التوحد، كان سبباً وراء تفاقم الأعراض لديهم، التي تصل إلى حد الإعاقة. وهذا الأمر لا يشعر به الأهل إلا عندما يكبر الطفل، وتتحول الحالة إلى إعاقة، لأنه لم يخضع إلى جلسات علاجية مُكثفة، تساعده على أن يكون أقرب إلى الأطفال الأصحاء». وشكت أم لطفل توحدي، شاركت في الحملة، من الظروف التي تمر بها نتيجة إصابة طفلها، وحاجته إلى العلاج. وقالت: «إن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف لمصاب التوحد مع إعاقة مزدوجة 20 ألف ريال سنوياً، فيما لا تقل كلفة تدريب وتأهيل المصاب بالتوحد عن مئة ألف ريال سنوياً، بين علاج ومراجعة وأجهزة»، مضيفة أن «المعونات التي يتم تقديمها إلى أسر التوحديين لا تكفي، فهناك أسر لديها خمسة أطفال مصابين بالتوحد، وأخرى لديها أربعة، أو ثلاثة أطفال». وذكرت الأم، أن «مشكلة الأمهات ليست في عدم الوعي، وإنما الافتقار إلى الإمكانات العلاجية للطفل التوحدي، ما يصيب الأم، بحالة من الإحباط، لأنها تحتاج من يشد على يدها، ويقف إلى جانبها، فالأمر يقوم على ما تقدمه المراكز من خدمات علاجية، لأنها لم تصل إلى المستوى المطلوب، ما يضطر بعض الأهالي إلى السفر إلى الخارج، لإيجاد العلاج». وأبانت أم أخرى، أن «الحملة أسهمت في تعريفنا في مراكز العلاج، وكيفية التعامل مع الطفل التوحدي، سواء لناحية الكشف عن الإصابة، أو التعامل معه، وأساليب العلاج الحديثة، وطرق التعليم، وكل ما يتعلق في حياته»، مردفة أن «ما نعانيه هو ندرة المتخصصين، وعدم وجود بيئة مناسبة في المجتمع، مع ضعف حجم الإعانة المادية التي يتقاضاها المصابون من الشؤون الاجتماعية، مقارنة مع التأهيل والتدريب والعلاج الذي يحتاجوه». يُشار إلى أن المصابين بالتوحد في السعودية يقدرون بنحو 250 ألف مصاب، وفقاً لإحصائية أعلنت عنها جامعة الملك سعود، بالتعاون مع مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية».