قدم الدكتور سليمان أباالخيل مدير جامعة الإمام فرصة ذهبية لتوثيق التعارف بين القضاء والإعلام.. هناك خطأ مفاهيم.. هذا أمر معروف لكنه لا يتوقف عند حدود هذين المرفقين الأكثر استجابة لحوافز المنطق والمعقولية.. لكن خطأ المفاهيم سائد في قطاعات كثيرة وأخطرها من يتسلح بالإعلام أو يدعي حصانة الدعاة أو الحسبة والبعض من الثلاثة دون مستوى مسؤولية الحوار مع أي آخر، بل هو لا يرحب بهذه المهمة ويعتقد أن مهمته التلقين الجبري وتصعيد غبار الإثارة.. نقل لي صديق من خارج الفئتين من أن أحد القضاة الأفاضل نقل له تقديره وبعض زملائه لمضمون ما تناوله أحد الزملاء في حديثه.. ليس مهماً أن نقول من هو ذلك الزميل ولا من هو القاضي لأن الأكثر أهمية هو تقارب المفاهيم وتعارف الغايات المقنعة على بعضها عند الجميع.. يوجد في المجتمعات الأخرى خصومات مريرة ومزعجة لكن لها مبرراتها كالصراعات الطائفية أو سيادة العرقية أو تسلط رأس المال في تباعد مستويات المعيشة.. نحن لا نعيش عذابات هذه الفروق وإن كان موجوداً منها ما ليس بالخطير لكن، وهذا ما يثير الاستغراب، يوجد بيننا من هم أشبه بالمتطوعين لادعاء مهمات التباعد الاجتماعي ونشر المعلومات الخاطئة.. حين نتحدث عن القاضي يجب أن نتحدث عن مسؤول أول يتحتم أن تتوفر فيه النزاهة والاستقامة لأنه مآل مصير الحقوق.. هذا القاضي هو في الواقع القوة الرادعة لأي تيار فساد وفي نفس القوة القانونية أو النظامية التي تعلو على أي قوة أخرى، وبالتالي فهو مع النزاهة مطلوب أن يكون على مستوى مقنع من الثقافة الشاملة.. وكثيرون يملكون هذا التميز.. الإعلامي من غير المقبول أن يكون ذلك المشاغب الباحث عن الفضائح، وإن كانت هذه النوعية غير موجودة في الإعلام المطبوع، ولا أن يكون ذلك الكاذب الدائم الذي يهمه تحريك مشاعر الكراهية عند غيره.. ولا أيضاً ذلك المتبني لتجارة «عروض الغناء والرقص» المتهتك.. يقال فن لكنه كلما تعرى شكلاً وقولاً كان الأكثر ربحية تجارية.. الفروق بعيدة جداً بين مفاهيم مجتمعنا وموروثاته التقليدية وبين مبررات خروج كثير من المجتمعات الأخرى عن قيود القيم بحثاً عن توفر «المصروف» الأفضل.. هذا التناقض الحاد الكبير.. يجعل مهمتنا صعبة.. وهي أكثر صعوبة متى توازعتنا الخلافات..