أكد الدكتور يعقوب المزروع وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي إن للإعلام دوراً أساسياً وايجابياً في دعم توجهات المجتمع نحو المرضى النفسيين، جاء ذلك أثناء افتتاح ندوة «الإعلام والصحة النفسية.. نحو دور تكاملي» التي نظمها مجمع الأمل بالرياض بالتعاون مع الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة يوم امس بمجمع الأمل بالرياض والتي تستمر لمدة يومين. وقال إن هذه الندوة تأتي من أجل تحسين الصورة التي قد تكون قاتمة في بعض الأحيان فيما يخص نظرة المجتمع الى المريض النفسي مطالباً ان تكون هناك لغة مشتركة بين الإعلاميين والخدمات النفسية لشرح مفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي الذي يعد كأي مرض آخر. وأضاف إن الوضوح بمعرفة الأدوار المطلوبة من الجانبين الإعلام والصحة النفسية لخدمة هذا الهدف التكاملي بالاهتمام بالمريض النفسي. وانتقد نشر بعض وسائل الإعلام صور ومعاناة المرضى النفسيين المشردين بوضوح على صفحات الصحف، مؤكداً إن ذلك يعد اختراقاً لخصوصيتهم، وموضحاً إن دور الإعلام توعية المجتمع بطرق وسبل التعامل مع المريض النفسي وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومساعدة الأسر في دعم المريض النفسي ومعالجته بالطرق العلمية. وأشار إلى أن الندوة ثمرة من ثمار توصيات اللقاء الخامس لمشرفي الخدمات النفسية والاجتماعية الذي عقد بالطائف العام الماضي، حيث أكد المجتمعون على ضرورة إشراك الإعلاميين في توعية المجتمع عن قضايا الصحة النفسية. كما تطرق الدكتور خالد بن محمد مرغلاني المشرف العام على الإعلام الصحي والعلاقات بوزارة الصحة الى ضرورة تعاون وسائل الإعلام والصحة النفسية، نافياً وجود إحصائية محلية عن أعداد المرضى النفسانيين بالمملكة وبين إن (450) مليون مريض نفسي حول العالم منهم (145) مليوناً مصابون بالاكتئاب، ومليون شخص ينتحرون سنوياً جراء الأمراض النفسية. وقال تقوم وزارة الصحة حالياً بإنشاء 14 مستشفى للصحة النفسية ومعالجة الإدمان من أجل استيعاب نسبة كبيرة من المرضى ومعالجتهم. من جانبه قال حمد مشخص العتيبي رئيس اللجنة العلمية ومدير العلاقات العامة والإعلام بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض إن وزارة الصحة من خلال هذه الندوة تمد يدها الى الزملاء الإعلاميين لإيجاد شراكه في مجال التوعية الصحية وذلك لدورهم الكبير والبارز والواضح بإيصال الرسالة التوعوية التي نفتقر إليها، مؤكداً إن مجتمعنا يحتاج الى فهم واستيعاب المرضى النفسيين وتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة عن المريض النفسي بين أوساط المجتمع. بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بمحاضرة بعنوان «الرسائل الإعلامية والصحة النفسية – تحليل المضمون» ألقاها أستاذ علم النفس المساعد بكلية المعلمين الدكتور محمد الحيدري أوضح فيها أن الندوة تهدف إلى الكشف عن معالجة بعض من الوسائل الإعلامية بالمملكة لموضوعات الصحة النفسية التي تتعلق بسلوك الأفراد من خلال تحليل مضمون هذه الوسائل «المقروءة والمرئية والالكترونية» في الفترة من 1428 – 1430 ه، وتشتمل على الأهداف التالية، الكشف عن الموضوعات الإعلامية الأكثر تأثيراً على المواطن بالمملكة خلال الفترة المحددة دراسياً، تحديد أي من موضوعات الصحة النفسية الأكثر تناولا في المادة الإعلامية المنشورة في تلك الفترة وطبيعتها بالمملكة، الكشف عن المعالجة الكمية والكيفية لموضوعات الصحة النفسية إعلاميا في الفترة من 1428 – 1430 ه، تحديد مراحل النمو المختلفة التي تخاطبها المادة الإعلامية المنشورة في الفترة المحددة للبحث. أما المحاضرة الثانية بعنوان «الصحافة والصحة النفسية دراسة تحليلية» ألقاها المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالرحمن المطيري قال فيها الدراسة تهدف إلى التعرف على المساحة التي تفردها الصحف السعودية للتغطية الصحافية لمواضيع الصحة النفسية والقوالب التحريرية المستخدمة ومواقع المادة المستخدمة على صفحات الصحفية التي تنشرها واتجاه المادة الصحفية التي تعبر عن اتجاه الصحيفة والأساليب الابرازية المستخدمة في العملية الإخراجية في الصحف السعودية عينة الدراسة، كما حاولت الدراسة تأصيل العلاقة بين المؤسسات الإعلامية وذلك من خلال رصد بعض نقاط الاتفاق والاختلاف بين المؤسسات العلاجية والإعلامية ومن ثم تحدث أيضا الدكتور عمر المديفر استشاري الطب النفسي بمدينة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني عن توجهات الإعلاميين نحو المريض النفسي. واختتم الزميل مناحي الشيباني محرر الشئون الأمنية والإنسانية بجريدة «الرياض» اليوم الأول بحديث عن تجربته مع الإعلام والمرضى النفسيين موضحاً دور صحيفة «الرياض» في التعامل مع القضايا الصحة النفسية حيث تحرص على وضع صفحات متخصصة عن الإدمان والصحة النفسية ويديرها متخصصون، مؤكداً إن دورها توعية الأسرة التي يوجد بها مريض مصاب بمرض نفسي. وقال إن نهج صحيفة «الرياض» وضعها خارج نطاق التهمة بتشويشها للمريض النفسي وإظهاره بالصورة البشعة، مؤكداً نجاح «الرياض» بعد نشر حالات كثيرة لمرضى نفسيين يجوبون الشوارع في تجاوب المسئولين ومساعدتهم ومعالجتهم وبيّن ان المرضى النفسيين المهملين في الشوارع للأسف أن أسرهم تتجاهلهم وتتركهم يهيمون بالطرقات أو تحجزهم بالمنزل خوفاً من الفضيحة. وقد حضر الندوة حشد من الإعلاميين والمختصين بالصحة النفسية من كافة مناطق المملكة وشهدت العديد من المداخلات الهادفة والبناءة.