رعت حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان مساء أول من أمس الاثنين الاحتفال السنوي بيوم اليتيم العربي الذي نظمه مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالرياض بمقر مركز الأمير سلمان الاجتماعي تحت شعار "أبناؤنا مسؤولية مشتركة". المناسبة حملت في طياتها عرفاناً ووفاءً لأم الأيتام الأميرة سارة بنت محمد المديرة العامة لمكاتب الإشراف الاجتماعي بالمملكة لمواقفها الرائدة في احتواء ورعاية هذه الفئة حيث توشحت الفتيات قمصان حملت عبارة (ماما سارة في قلوبنا). وفي كلمة لها رحبت الأستاذة لطيفة أبو نيان المديرة العامة لمكاتب الإشراف الاجتماعي بالرياض بسمو الأميرة حصة منوهة بالدور الإنساني لولاة الأمر في الاهتمام بهذه الفئة منذ عهد الملك عبدالعزيز وامتداداً بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده والنائب الثاني ومتابعة خاصة من وزير الشؤون الاجتماعية. وكشفت فقرات الحفل التي قامت بإعدادها وإخراجها الفتيات اليتيمات ذوات الظروف الخاصة مدى النقلة النوعية التي يحظى بها اليتيم إعداداً وتأهيلاً لما تمتعت به الفتيات من مواهب وقدرات هائلة عبرن من خلالها عن واقعهن وآلامهن وآمالهن وتطلعاتهن من مجتمعن ومدى الثقة التي اكتسبنها رغم ظروفهن الخاصة في أنفسهن وتحديهن لكل المعوقات وأنهن رغم كل ذلك قادرات على النجاح الذي استحققنه حيث تم في الحفل تكريم عدد من الفتيات المتفوقات دراسياً والمتميزات عملياً وأخلاقياً. وتضمن الحفل عرض فيلم يصور الحياة اليومية لفتيات الدار داخل الأسرة والتي لا تختلف كثيراً عن الحياة الطبيعية لأي أسرة خارجية والتي حرصت الدور على توفيرها تماماً كما هو الحال للأسرة السعودية من خلال إشاء مشاريع الفلل السكنية. كما تخلله إلقاء قصائد شعرية وأناشيد وطنية وترحيبية وصفقت الأميرة والحاضرات للفتيات اللاتي قدمن عرضاً مسرحية مشوقة تحكي جوانب من المعاناة الاجتماعية لهن عند الزواج ونظرة المجتمع السلبية في التخوف من الزواج من هذه الفئة وعرض آخر لنتيجة العلاقات غير الشرعية بين الشاب والفتاة والتي تثمر عن أطفال غير شرعيين هم ضحايا سوء التربية. وكرمت حرم خادم الحرمين الفتيات المتميزات وهن: وعد الشعثان - بكالوريوس خدمة اجتماعية، ديمة القحطاني - تعليم خاص، بسمة القحطاني - بكالوريوس رياض أطفال، رشا عبدالملك منصور - دبلوم لغة إنجليزية، نوف منصور أول طالبة تحصل على دبلوم تمريض من فتيات الدار، اسيل عبداللطيف - دبلوم توحد واضطرابات سلوكية، مشاعل عاطف عبدالإله ثالث ثانوي، فرح 14 سنة متفوقة دراسياً، خلود عثمان متفوقة دراسيا، ياسمين عبدالرحمن متميزة دراسياً وأخلاقياً، منى عبدالجبار متفوقة دراسياً، مشاعل نايف متميزة أخلاقياً وشخصية قيادية، سلمى عبدالملك متفوقة دراسياً. كما تسلمت الفتيات مكافأة من وزير الشؤون الاجتماعية مقدارها 3000 ريال. الميرة العامة لدار رعاية الفتيات سمها الغامدي أكدت على أن رعاية هذه الفئة مسؤولية مشتركة يساهم فيها كل فئات ومؤسسات المجتمع التربية والتعليم والجامعات والخدمة المدنية حيث نسعى لإعطاء الأولوية لفتياتنا فيما يتعلق بالقبول في الجامعات والكليات وكذلك التوظيف من أجل مساندة استمراريتهم وتحقيق أهدافهم. وأضافت أن هناك نقلة نوعية في البرامج المقدمة لهذه الفئة التي تضمن تحقيق أقصى خدمات الرعاية اللازمة لنموهم وتطورهم أسوة بقرنائهم من الشباب والشابات وشددت على أهمية الإعلام في إيضاح ما تشكله هذه الفئة من قدرة على العطاء والبناء في المجتمع. وقالت إن مشروع الأسر الصديقة حقق نجاحاً كبيراً في بناء شخصية مستقرة نفسياً واجتماعياً وكثير من الفتيات تحسن مستواهن الدراسي على أثر ذلك. كما تحدثت إحدى الأمهات منال العمران عن تجربتها كأسرة صديقة لرعاية إحدى الفتيات وما أحدثه ذلك من تحسن في مستواها الدراسي من جهة وشخصيتها التي أصبحت أكثر استقراراً واتزاناً. عذاري عبدالعزيز إحدى الفتيات الموهوبات في الرسم وتدرس هندسة ديكور قامت برسم صورة للملك عبدالله قدمتها هدية للأميرة حصة الشعلان وأثنت على جهود الدار في صقل موهبتها وبتشجيع ودعم من الأميرة الأم سارة بنت محمد. ومن جانبهن طالبت عدد من الفتيات بضرورة مراعاة إتاحة الفرصة للفتيات اليتيمات ذوات الاحتياجات الخاصة بتخصيص مقاعد لهن في الجامعات والكليات وكذلك الأولوية في التوظيف لكونهما السلاح الذي يواجهن به المستقبل حيث أكدت فاطمة القحطاني أن أغلب الفتيات الخريجات التابعات للدار دون وظائف بالرغم من أن بعضهن يحمل تخصصات مطلوبة في سوق العمل. وأضافت جواهر منصور - دبلوم سكرتارية تنفيذية نطمح للاستقرار الوظيفي وتأمين مستقبلنا وما نحقق به ذواتنا وتشاركها الرأي هلا جابر التي تأمل أن تساهم من خلال العمل إلى مساعدة لآخرين ورثبات ذاتها. أما رشا عبدالملك - مدرسة لغة إنجليزية فتؤكد أنها تلقت عروض عمل جيدة بعد تخرجها وهي تطمح لإكمال دراستها العليا في مجال الترجمة. وتمنت أشجان غازي التي تتمتع بموهبة كتابة الشعر أن تجد من يتبنى تطوير موهبتها الشعرية ويأخذ بيدها.