فشل الهلال والنصر اول من امس في تقديم مباراة ترتقي الى اسميهما وتاريخهما وجماهيريتهما، واعتمدا طوال اللقاء على الجري غير المفيد والتمرير العشوائي، والانطلاقات الاجتهادية والمخاشنات غير المبررة، وغابت المتعة والاثارة، والاداء الممتع والحضور الجماهيري الذي تميزت به لقاءات الفريقين في اعوام مضت، وبقي الجانب الهلالي يعتمد على تحركات لاعب او لاعبين، دون ان يستثمر مهارات بقية النجوم لديه وخبرتهم، وكان الجري والحماس دون منهجية واضحة هو سلاح الفريق النصراوي الذي وجد نفسه يهز مرمى خصمه بهدف في الدقيقة 22 من اللقاء قبل أن يؤجل الحسم السويدي ويلهامسون بالهدف القاتل. * في السابق كان الجميع يترقب أي مباراة للعملاقين قبل بدايتها بأسبوع، وكانت تلقي بظلالها من حيث المتابعة على الاعلام والجماهير والوسط الرياضي في مختلف فئاته، وأي لاعب في اي من الفريقين كان ينتظرها لتفجير طاقاته الفنية والمهارية، كذلك الحال للاعلامي الذي ينظر لها من زاوية إبراز أسمه وبالتالي محاولة الارقتاء بتحليلاته واطروحاته، ايضا الجماهير كانت تذهب للملعب في وقت مبكر من يوم المباراة بحثا عن مكان تجلس فيه من اجل المتعة، اما الان فأصبحت مواجهاتهما حتى وان كانت بحجم كالتي جمعتهما في اغلى واهم البطولات (مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين) باهتة وباردة وينقصها الكثير من جماليات كرة القدم والحضور الجماهيري وصارت العشوائية والخشونة و(التجليات) وقتل المتعة هي شعار الفريقين حتى خيّل للمتابع انهما ليسا من عملاقة الكرة، واصبح كل منهما يهمه بالدرجة الاولى كيف يفوز وبأي طريقة كانت، بركلة جزاء أو خشونة او تحايل على الحكم وهذا مؤشر ينذر بأن هناك خللاً أما في مسابقاتنا بشكل عام خصوصا عندما يكون انخفاض المستوى من جانب فريقين ينظر لهما على انهما من ابرز اضلاع الكرة السعودية، او أن هناك سلبيات موجودة لدى الهلال والنصر سيكون لها مضاعفات غير جيدة على مستقبلهما. * مهاريا في الوقت الراهن لايوجد مقارنة بين لاعبي الهلال والنصر بدليل خلو قائمة المنتخب من اي عنصر من عناصر الاخير، ومع هذا هبط الفريق الازرق الى مستوى منافسه بدلا من الارتقاء مسافات، واصبح يشاطره في التواضع، والسلبية والفوضى الادائية داخل المستطيل الأخضر، وتأهل اي منهما الى دور الأربعة في كأس الملك لايعني أنه مؤهل لبلوغ النهائي، بل سيعاني وربما يخرج على يد الشباب الذي وضع قدميه بقوة في (مربع الكأس) بعد الفوز الكبير على الوحدة وبالتالي اكتفاء الاصفر او الازرق بالبطولة الخاصة المتمثلة بإقصاء المنافس. مدرسة الشنيف وضع المحلل خالد الشنيف نفسه واحداً من أفضل وأشهر المحللين في القنوات الرياضية الخليجية، واستمر يقدم للمتابع عبر استوديو قناة ال"art" الرياضية تحليلات في غاية الاقناع والامتاع، وإبراز نقاط القوة والضعف لدى اي فريق دون تكلف، ويزيد من الاعجاب في حضوره الفني انه لايلجأ للعبارات الانشائية التي يرددها الكثير عبر الشاشة، ولكنه يستخدم مفردات، تنم عن إدارك وفهم فني ومعايشة لاجواء المباراة وتفاصيلها بكل وعي وذكاء. ودون ان يخرج عن الاطار الفني عن اللقاء، ويبدو أن حظه العاثر لم يجعله يستمر في الملاعب ويحظى بما ناله بعض اللاعبين من أضواء وشهرة، ومع هذا فهم فشلوا في التحليل، ولكنه (عّوض) ذلك أن اصبح أشهر محلل سعودي، يعرف كيف يجعل المتابع يعيش سير المباراة من بدايتها وحتى نهايتها مع شرح للايجابيات والسلبيات لدي اي من الفريقين، واعتقد ان اي محلل مالم يتمتع بثقافة وفهم الشنيف، سيجد صعوبة بالغة في الاستمرار عبر الفضاء مالم تلعب العلاقات الشخصية دورا في بقائه. الشنيف بتحليلاته مدرسة مستقلة يجب ان لايستفاد منه فقط في التحليل الرياضي، إنما في امور اكبر واهم تشمل الاستعانة به في وضع خطط كفيلة بتطوير إداء اللاعب السعودي، ووضع البرامج للتطوير من مستواه، والقاء المحاضرات في التحليل الرياضي حتى تكون الفائدة عامة.