هدى ايش رأيك تقدمين على الصندوق العقاري بس أرسلي 5 الى الرقم (---- ) ، هذه الرسالة وصلت لي شخصيا على رقم جوالي ليلة افتتاح معرض الرياض العقاري الأسبوع قبل الماضي ، وهذه الرسالة وصلت لأناس كثيرين وبأسماء نسائية ورجالية !! طبعا الغرض من الرسالة لا يحتاج الى تعليق. ولمعرفة المزيد فقد استقصيت ووجدت أن هناك من تجاوب معهم وأرسل لهم للاستفسار، فعند الرد عليهم بالرقم 5 يأتي سؤال آخر !! هل أنت ذكر أم أنثى؟ وترسل رسالة أخرى ، ويردون عليك برسالة ثانية تحتوي على شروط التقديم لصندوق التنمية العقاري وإذا كان لديك رغبة أن يتم التقديم للصندوق عن طريقهم فعليك برسالة ثالثة تحوي الرقم 8 واترك مسافة ثم اسمك ثم منطقتك الى الرقم ( --- ) . الرقم الذي استلمت منه الرسالة هاتف جوال – يتبع شركة الاتصالات السعودية – اتصلت عليه ووجدته مغلقاً والأكيد انه باسم شخص آسيوي ضمن الشرائح التي تباع بالبقالات ومحطات البنزين ، بالمناسبة لازلت احتفظ بالرسالة. ما يحدث هو نوع آخر من أنواع الجشع والاستغلال الذي نواجهه ولازلنا يوميا وبأوجه مختلفة ، وأكثر مايستفز هو أن الرسالة تمس موضوعاً حيوياً مثل الإسكان وحلم التقديم على صندوق التنمية العقاري والحصول على قرض والكثير من المواطنين يسعون لهذا القرض بشتى الوسائل . ومادام أن السوق العقاري يفتقد الى جهة تحميه من الجشع والاستغلال فسيستمر مسلسل ابتكار الوسائل لشفط جيوب المواطنين. هناك أنواع أخرى من الرسائل التجارية الاستغلالية والتي اجزم بأنها تصل لمعظمنا وبأسعار خيالية وقد لا يتجاوب معها الكثير. وتبقى المشكلة في وصولها الى صغار السن والمراهقين الذين لا يستطيعون التمييز بين الغث والسمين . شركات الاتصالات لا تتوانى في البحث عن الربح وتأجير أرقام الرسائل الهاتفية بالتقاسم مع الجهات التي تستأجرها، لكن يجب معرفة أهدافهم وغاياتهم ومتابعتهم. كما أن هيئة الاتصالات وهي جهة حكومية مسؤوليتها تنظيم ومراقبة سوق الاتصالات في المملكة يفترض بها متابعة مثل هذه التجاوزات وإيقاف أصحابها عند حدهم وتطبيق الأنظمة على الشركات المخالفة بما فيها شركات الاتصالات ! إذا كان هناك انتهاك لخصوصيتنا وهذا ما يحدث حاليا فهذا غير مقبول !! حيث أصبحنا نتلقى رسائل من كل حدب وصوب لتحميل الأغاني والمقاطع والنكت وأهداف المباريات والتخفيضات ، مع عدم ذكر قيمة الرسالة وهذا مخالف لنظام الاتصالات ! عندما يتم تأجير الأرقام لمحطات تلفزيونية أو قنوات فضائية أو صحف أو غيرها لعرض خدماتهم وأرقامهم ويبادر الطرف الآخر بالاتصال فهذا شأنه ، أما أن تنتهك خصوصيتنا ويستغل أبناؤنا وبناتنا فهذا غير مقبول ! والسؤال الموجه لهيئة الاتصالات هل لنا حق بالمطالبة والتعويض عن الإزعاج والإضرار عن الرسائل التي تصل الى هواتفنا بدون طلب منا وبدون توضيح قيمة الرسالة؟