فاصلة : ((من يتمتع بسلام النفس ليس مزعجاً لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين)) - حكمة يونانية - تشتكي معظم النساء من تغيرات تصيب الزوج بعد الأربعين من عمره ويتذمر الرجال لما يصيب زوجاتهم من تغير بعد سن الأربعين . كلا الجنسين يتغير بعد تجاوز الأربعين لكن الاختلاف في طبيعة التغيرات، فحين تسعى المرأة في هذا العمر إلى تطوير ذاتها والاهتمام بتجديد حياتها يبدأ الرجل في التغيير باتجاه آخر مثل التصابي ويمكن أن تصيب الحياة الزوجية في هذه المرحلة كثير من جروح خيانة الزوج أو زواجه بأخرى . الرجل بعد الأربعين يبحث عن الاهتمام والإحساس بأنه مازال مرغوباً بينما تبحث المرأة عن ذاتها خاصة إذا كبر الأطفال واستقلوا بحياتهم وخرجوا عن منزل الأسرة . ولذلك يطلق العلماء على المرحلة العمرية من 40 عاماً إلى خمسين على أنها أزمة منتصف العمر في هذه المرحلة يبتعد الزوجان عن مرحلة الزواج الأولى بما فيها من تنازلات من الطرفين لإرضاء الطرف الآخر ويتجاوزان المرحلة الأولى والتي فيها يعملان لتربية الأطفال وبناء الأسرة ليصلا إلى المرحلة الثالثة التي تتطلب من كلاهما تفهم هذه المرحلة العمرية واستيعاب التغيرات التي تصيب كلا الطرفين . هذه المرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها الحياة الزوجية ولذلك نشهد كثيراً من حالات الطلاق وربما يتعجب البعض لذلك بعد مرور سنوات طويلة بين الزوجين تمتد لأكثر من عقد ونصف أو عقدين من الزمان . لكن هذين الزوجين يكونان قد غفلا عن استيعاب التغيرات وعن تفهم الأخطاء والتجاوز عن الزلات . أزمة منتصف العمر أزمة حقيقية للحياة الزوجية وقليل من يتفهم متغيراتها والمفاجآت التي تحملها للطرفين، وآثارها التي غالباً ما تسقط على كاهل المرأة .