تمر الحياة الزوجية بالعديد من الفترات المتغيرة والمختلفة من ناحية ترابط الزوجين واحتواء كل منهما للآخر كما كان في بداية حياتهما فغالبا ما تكون هذه المرحلة من اجمل المراحل العمرية التي لا ينساها الزوجين ولكن مع استمرار الحياة وضغوطها المختلفة وانشغال كلا منها بظروف الحياة من تربية الأبناء وتوفير مصدر رزق لهم، ومع تقدم كلا منهما بالعمر يبدأ برودهما العاطفي رويدا رويدا فتصبح حياتهما روتينية مملة يفتقد كل منهما للآخر. «الرياض» التقت بعدد من هؤلاء السيدات وسألتهن عن مدى فتور علاقتهن الزوجية واسبابها وكيفية التغلب عليها؟ التقينا بالمعلمة ثريا المحمود وتقول :لم تفتر علاقتي بزوجي حتى بعد مضي 25 سنة من زواجي فعلاقتي به ممتازة جدا فأنا ولله الحمد على إلمام تام بما يحتاجه زوجي في كل مرحلة عمرية فما يحتاجه الرجل في فترة العشرين يختلف كليا عن ما يحتاجه في فترة الخمسين ويبقى الرجل دائما محبا للتغيير والتجديد في الحياة الزوجية وقد اكون انا السبب في تطبيع زوجي فقد عودته على التغيير الدائم منذ اول سنة زواج سواء كان هذا التغيير في تنظيم منزلي او في شكلي وملبسي. ريم الهاجري تقول :اعيش مع زوجي حياة عادية مملة بعض الاحيان ولكن الاحترام والتقدير متبادل بيننا وقد قرر زوجي بعد أن تجاوز سن الخامسة والاربعين الزواج بأخرى معللا ذلك بان هناك أشياء تنقصه بالرغم من اهتمامي به وبأبنائي وقد كنت على يقين تام بأن حياتي الزوجية ستنتهي بعد زواجه بأخرى لكني تفاجأت بأن زوجي قد عاد لي وبأفضل مما عرفته فقد قام بشراء بعض الذهب لي وفاجأني بدخوله علي وبيده تذاكر حجز الى احد الدول العربية خاصة انني لم يسبق لي السفر خارج المملكة فقد تغير تعامله معي بعد زواجه رغبة منه بالمساواة بيني وبين عروسه واصبحت بعد ذلك حريصة عليه وعلى التجديد بحياتي معه فقد كان زواجه بأخرى باب خير وسعد لي. اما هند صالح وهي سيدة في بداية الثلاثينات من عمرها تحكي قصتها قائلة: اعيش حياة زوجية مستقرة سعيدة مع ابنائنا السبعة فأنا مهتمة بجميع شؤون زوجي من مأكله ومشربه وملبسه وهو يشهد لي بذلك أمام الجميع ولكني لاحظت منذ فترة طويلة ان علاقتنا الزوجية اصابها نوع من الفتور والبرود فلم يعد ذلك الزوج الذي يتغزل بي ويتغنى بجمالي ويهتم بأحاسيسي ومشاعري حتى انه يمر اليومان والثلاثة لا اجلس معه بمفردي واصبح جل اهتمامه ووقته ينصب في عمله. منى محمد تحكي لنا عن محاولاتها للتغييير قائلة:تعبت من اجل المحافظة على تجديد حياتي واضفاء جو السعادة على زوجي وان احميه من قانصات القلوب فأنا اعمل جاهدة وابحث باستمرار عن كل ما هو جديد ومفرح لقلب زوجي فأقوم بالتجديد الدائم في نفسي وبجمالي وقد التحقت بالنادي الرياضي للمحافظة على قوامي خاصة اني قد انهيت الخامسة والاربعين وايضا اقوم بعمليات تجميلية من اجل المحافظة على شباب دائم هذا بغض النظر عن قيامي بتغيير اماكن الاثاث من وقت لآخر واستخدام الشموع العطرية والاضاءات الملونة المختلفة في كل ركن من منزلي وهذا يعجب زوجي لأبعد الحدود ويجعله متمسكاً بي وملبيا لجميع طلباتي وما زالت مجتهدة في ذلك حتى احافظ على حياتنا الزوجية واستمرارها بعيدا عن الفتور. منصورة سالم: تزوجت منذ 24 عاما وفي السنة الثامنة لزواجنا اصبح زوجي دائما ما يكرر اريد ان اتزوج وقد عارضت زوجي بشدة نظرا لما اتمتع به من قدرة على قيادة حياتنا الزوجية الى بر الامان والسعادة فأنا متعلمة ومثقفة وادرك جيدا ما يريده الزوج ومالا يريده. اما نوير علي (ام فيصل) .. فقالت: اعتقد انه من الصعب جدا ان نحافظ على حياة زوجية خالية من الفتور خاصة مع استمرار الحياة الزوجية لفترة طويلة فأنا متزوجة منذ 28 سنة انشغلت عن زوجي كثيرا وهو كذلك. وعلقت على هذا الموضوع الاستاذة عبير الحداد فقالت: بعد حالة الفتور التي تسود العلاقة الزوجية يحدث ما هو أخطر من الطلاق وفراق الطرفين يحدث ما يسمى الطلاق العاطفي فالملل تسلل إلى العلاقة الزوجية ولم يعد أي طرف يتكيف مع رغبات الآخر، مشيرة الى أن المرأة في سن الأربعين بحاجة إلى من يساندها ويرشدها ويسمعها، أما الرجل فلا يعرف كيف يهرب من حالة الكآبة التي تلازمه في هذا العمر خاصة أن الزوجة لم تعد تلك الشابة التي اعتادت أن توفر له جميع حاجاته ورغباته فيخرج للبحث عن امرأة أخرى تشبع له طلباته وتعيد له الحيوية المفقودة.