من المتوقع ان يقدم اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة مجموعة من الصوماليين المشتبه في قيامهم بأعمال قرصنة وتم إلقاء القبض عليهم من قبل القوات الدولية نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام ويقبعون حاليا في السجن المركزي بمحافظة عدن إلى المحاكمة . وقال مصدر قضائي ل"الرياض": "لقد بدأنا باستجواب 12 من القراصنة الصوماليين الذين سيقدمون للمحاكمة بعد انتهاء نيابة التواهي من التحقيق معهم." وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام: إن المتهمين بالقرصنة سيمثلون أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، وامتنع إعطاء المزيد من التفاصيل. ويقبع في السجن المركزي بعدن 22 صومالياً متهمين بالقرصنة وسبعة، اثنى عشر منهم كانت سلمتهم البحرية الهندية لليمن في ديسمبر الماضي وعشرة آخرين سلمتهم البحرية الروسية في فبراير الماضي بينما يقبع سبعة آخرون في سجن المكلا بحضرموت وكانت سفينة دنمركية أنقذتهم بعد عطب في قاربهم وسلمتهم لليمن في ديسمبر الماضي. وحسب مصدر في قوات خفر السواحل اليمنية بعدن فإن الصوماليين ضبطوا وتم تسليمه لليمن بحوزة هذه الأسلحة ومنها أسلحة آلية من نوع كلاشنكوف ، وقذائف آر بي جي وذخيرة بالإضافة إلى زوارق سريعة تستخدم في القرصنة. وقال "إن القوات الروسية سلمتهم لنا وصادرت أسلحة من بينها خمس بنادق كلاشنكوف ، وقاذفة صواريخ وبعض الذخيرة. كما أنها صغيرة وسريعة القارب المستخدم في أنشطة القرصنة ". وزاد مسؤول خفر السواحل "إن ما يفعلونه يضر كل من اليمن والاقتصاد الدولي. هذا نوع من أنواع الحرابة ، ويجب أن يتوقف ". مسألة القرصنة في خليج عدن جذبت الاهتمام الدولي في العامين الماضيين. حيث سجلت 62 عملية قرصنة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2008 ، وفقا للمكتب البحري الدولي فان شهر مارس شهد تصاعدا في وتيرة أعمال القراصنة على الساحل الشرقى للصومال وسجل 15 هجوما على السفن. بعض هؤلاء المحتجزين حاليا يعترضون على وصفهم بالقراصنة ويقولون إنهم ببساطة يدافعون عن بلدهم الصومال وساحلة. وقال احمد عبدالله موسى زعيم المجموعة المكونة من 12 مشتبها بالقرصنة والمتوقع مثلوهم قريبا امام المحكمة"نحن لسنا قراصنة ، ولكن نحن ندافع عن بلدنا. هناك الكثير من السفن التي ترمي النفايات السامة في مياهنا الإقليمية ، وتعود محملة منا بالصيد." واضاف موسى في حديث خاص مع "الرياض": " ليس من مهمتنا أن نمارس القرصنة لكننا نحاول وقف أعمال هذه السفن. ومن واجبي الدفاع عن السواحل الصومالية لعدم وجود حكومة محلية. قبل بضع سنوات كان دخلنا من الصيد جيد. ولكن عندما بدأ الجنود والسفن الاجنبية الدخول إلى سواحلنا ، اخذت كل شيء. وجهنا نداء إلى المجتمع الدولي لوقف أنشطة هذه السفن لكن دون جدوى. البحر أصبح فارغاً من الأسماك. إلى أين نذهب وكيف نعيش؟ ". اما احمد كيلعو عوقد فقد أكد أن استقرار الأوضاع في الصومال ووجود دولة ستجعلهم يوقفون مثل هذه الأعمال:" نحن بدون عمل ولا تعليم ولا حكومة. ولو وجدت الدولة واستقرت الاوضاع، سننخرط في الجيش ونوقف مثل هذه الأعمال." فرحان حسن وفا(30 عاما) فقال:"الحياة صعبة في الصومال بسبب انعدام فرص العمل ، والجميع يحاول أن يذهب إلى البحر من أجل العيش. لم نهاجم أي سفينة أو نحصل على أي فدية ، وليس هناك أي دليل على ذلك. الناس الذين يحصولون على فدية لن يرجعوا للبحر مرة أخرى ، لأن لديهم ما يكفيهم للعيش بسعادة." وأضاف "عندما ألقت السفينة الهندية القبض علينا رمت بالصيد الذي كان في قاربنا وتعرضنا للضرب ومن ثم سلمونا إلى اليمن ونحن الآن في هذا السجن ." وأشار إلى أن هذه كانت أول محاولة لهم. وانتقد موسى بقاءهم في السجن لعدة شهور دون محاكمة، كما شكى سوء المعاملة داخل السجن ، مناشداً المفوضية السامية للاجئين مساعدتهم وقال: "نحن هنا منذ ثلاثة أشهر دون محاكمة. ونحن على استعداد للمحكمة إذا كان هناك محاكمة ، ولكن يجب أن تكون سريعة، على الأقل تخلصنا من هذه الحياة في هذا السجن.إننا نناشد المفوضية السامية للاجئين أن تقدم لنا ملابس ومحامياً."هذا فيما امتنع أفراد المجموعة الذين سلمتهم روسيا لليمن وأكدوا أنهم فقط مجرد صيادين وليس لهم علاقة بالقرصنة، على الرغم من أن خفر السواحل يؤكد ضبط أسلحة بما فيها آر بي جي بحوزتهم. المتهمون يؤكدون أن هذه الأسلحة للدفاع عن أنفسهم في البحر.