أوروبي.. سألوه وش سبب زيارتك للسعودية؟ قال: جاي أشتري مقطوعات موسيقية لموسيقاركم العالمي مناحي بن موزارت.. هاه هاه ههه، ظريفة النكتة صح؟؟. ولكنها ليست بأظرف من مسرحية التعليم لدينا، والتي أبدع مؤلفوها في كتابة فصولها طوال عقود مضت باحترافية عفواً -سوداوية عالية، ربما تجعل آل شكسبير ولا يهونون آل سوفوكلس، يفكرون جدياً في تكريس ثروتهم لصالح أبحاث تدرس وتستكشف الآلية والمنهجية التي استخدمها مؤلفو المسرحية سالفة الذكر. دفعني لما قلت أعلاه، اطلاعي على كتاب إحدى قريباتي التي تدرس اللغة الإنجليزية في معهد خاص في الرياض، إذ وجدت أن عدداً من صفحاته التي تتحدث عن الموسيقى ومبدعيها العالميين بطريقة تثقيفية تشويقية، قد شوهت بالطمس والحذف، بناء على طلب معلمتها التي جاءها تعميم يقتضي التنفيذ فوراً. التعميم أمر بطمس أمور أخرى من بينها معنى الخمر أو "المسكر" بالإنجليزية، ولنا أن نتخيل أن إحدى البنات "الميح" في اللغة، سافرت للخارج، ودخلت مطعماً لتروي عطشها، وأعجبها من "المينيو" اسم ذلك المشروب، فطلبته ظناً منها بأنه عصير كوكتيل طازج، وبعد أن أخذته، خرجت لتوافي زوجها في المحل المجاور، ليشاهد الكوكتيل بين يديها.. طوووووووط انقطع الإرسال. أعود للموسيقى بعد هذا الفاصل، وأتساءل؟. بدل أن نبحث ونخطط بعد أن خفت قبضة "التشدد" على تعليمنا، لإدراك بعض مما فاتنا، وتدشين دخول الفنون، والموسيقى في مقدمتها، كمناهج تدرس في المدارس، أو على الأقل ضمن الأنشطة المدرسية كأول الغيث، باعتبارها قبل كونها واجهة حضارية، علماً وثقافة أسهما في ازدهار دول وتقدم دول وشهرة دول أخرى. سؤال قريبتي وهي تحتضن الغيتار عن مكان مخصص تتعلم فيه العزف على آلتها المفضلة، ونفاد مساحة قلمي الائتمانية في هذه الصفحة، جعلاني أضع نقطة وأتوقف عن الكتابة.