بالرغم من أن جان ميشيل أندريه بدا سعيدا جدا امس إلا أن صوته المرتعش كان يشي بخوف يتلبسه منذ سنة إزاء مستقبل طفلته إليز التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة. فقد كان هذا الفرنسي سعيدا لأنه التقى ابنته الصغيرة التي لم يرها منذ قرابة أربعة أسابيع. ولكنه كان يعلم في قراراة نفسه أن في هذه السعادة طعم المرارة لأن ابنته الوحيدة هذه اختطفت من بين يديه في العشرين من شهر مارس الماضي وهما في الطريق من مدرسة إليز إلى منزلهما في مدينة آرل الفرنسية الواقعة في الجنوب الفرنسي. أما الخاطفة فهي إرينا أم البنت. وهي روسية. وقد ساعد رجلان هذه المرأة على النجاح في اختطاف ابنتها من أبيها بضربه والزج بالطفلة في سيارة انطلقت بها وبوالدتها إلى وجهة مجهولة. وقبل يومين كانت إيرينا تحاول المرور خفية من المجر إلى أوكرانيا وهي في الطريق إلى روسيا مع ابنتها فأوقفها المجريون وطلبو من الأب الحضور لاستعادة طفلته. وهذا ما فعله. وما يبرر إلى حد كبير المرارة التي كان يشعر بها والد البنت أمس وهو يسعى إلى السيطرة على سعادته أنه منفصل عن زوجته منذ عام ألفين وسبعة وأنهما يحاولان منذ عامين إنهاء إجراءات الطلاق. وإذا كان القضاء الفرنسي قد سمح للوالد بالإبقاء على إليز معه فإن القضاء الروسي اعتبر أن للوالدة الأولوية في حق الحضانة. ونظرا لغياب اتفاقية بين فرنساوروسيا بشأن مشاكل الزيجات المختلطة بين الروس والفرنسيين فإن كل طرف يسعى بكل الطرق المتاحة إلى التمسك بحقوقه انطلاقا من وجهة النظر الروسية أو الفرنسية. ولمحاولة تجاوز هذه الإشكالية قرر والد إليز إسقاط الدعوة التي رفعها لدى المحاكم الفرنسية بحق زوجته حتى يخفف من آلام ابنته.