لنفاد البنزين اضطر الزوج التوقف عند محطة للتزود وفي أثناء ماهو متوقف رأى بائع خضار وفاكهة فالتفت على زوجته قائلاً : لنأخذ بعضاً منها لأهلك فأجابت الزوجة: بل لوالدتك وهكذا مابين أخذ وعطاء كانت كلمة الرجل هي النافذة فأُخذت الفاكهة لأهل الزوجة لعله بذلك يكون قد قدم عليهم وفي يده شئ يقدمه..وحين وصولهم تم إنزال جميع الأمور المتعلقة بهم وعاد الزوج إلى منزله ليفاجأ بأن الطماطم مازال في السيارة وقد نسيه الجميع..فأسرع الزوج بمهاتفة زوجته لإبلاغها وماكان ردها إلا أن قالت: سبحان الله كان مكتوباً لوالدتك منذ البداية. وهكذا ومنذ البداية لم يكن للبشر كلمة على قضاء الله وقدره وكانت كلمة الله هي العليا لأنه أمر مكتوب ورزق مقسوم في علم الغيب لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى..وما حكاية هذين الزوجين إلا صورة مصغرة عن حياتنا وقراراتنا وليس معنى هذا ألا نأخذ بالأسباب المشروعة شريطة ألا نخالف الشرع ولانهتك حكم بني على هذا الشرع. الكل لديه في هذه الدنيا حلم والكل يريد تحقيق ذلك الحلم وسواء تحقق أم لا فليس على المرء إلا أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح فالنجاح والتوفيق من الله تعالى فلتكن الطمأنينة ملء قلوبكم وثقوا أن النفس لن تموت قبل أن تستكمل رزقها ومع ذلك عجبت من الفتى ينوح على منصب ويردد أخذ مني بالواسطة والآخر لايتكلف في أمر ما وإذا سألته قال: المنصب في جيبي...ومن رجل يلوم ذويه لفشل زيجته أو سوء زوجته..ومن امرأة تندب حظها لأنه ليس كفلانة ومن أم تردد على ابنتها أن جلوسها بدون زواج هو بسبب شروطها التعجيزية ومن فتاة تقسم أنها لو فعلت كذا ماحدث ذلك متناسية أن هذه اللو تفتح باباً عظيماً للشيطان. متى نستطيع أن نتوكل على الله في أمورنا حق التوكل ونبذل الأسباب ونثق بقول سعيد بن جبيررحمه الله: «التوكل على الله جماع الإيمان» متى نستطيع أن ندرك أن ماكان لنا لن يأخذه غيرنا وماكان لغيرنا لن نأخذه أبداً..متى نستطيع أن نعلم أن جل ماعلينا هو العيش حسب إمكانياتنا وعدم التطلع لما هو بيد الغير وأن نربي أبناءنا بما يرضي الله وأن نقنع بأن مالدينا أفضل من غيرنا..الكل لديه في هذه الدنيا حُلم والكل يريد تحقيق ذلك الحُلم وسواء تحقق أم لا فليس على المرء إلا أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح فالنجاح والتوفيق من الله تعالى فلتكن الطمأنينة ملء قلوبكم وثقوا أن النفس لن تموت قبل أن تستكمل رزقها.