قتل شخصان بالرصاص وأصيب 74 آخرون في أعمال عنف بين المتظاهرين وعناصر أمنية في بانكوك حسبما أعلن وزير تايلاندي ومسؤول في مستشفى. وقال الوزير المنتدب لمكتب رئيس الوزراء ساتيت وانغنونغتاي "وقعت صدامات خطيرة قرب مقر الحكومة". وأضاف "أصيب ثلاثة مدنيين بالرصاص وقضى أحدهم متأثراً بإصابته في المستشفى". وقال مسؤول في مستشفى سوا شيو لوكالة فرانس برس إن المستشفى تسلم أيضاً جثة أخرى لشاب في ال19 قتل بالرصاص. واستخدم الجيش التايلاندي صباح أمس الغاز المسيل للدموع وأطلق النار في الهواء لتفريق متظاهرين مناهضين للحكومة تحدوا حال الطوارئ التي فرضت الأحد واحتلوا أحد الأحياء الرئيسية في بانكوك ما أدى الى سقوط 70 جريحاً على الأقل. وقال مصور وكالة فرانس برس في المكان ان جنوداً اطلقوا عيارات نارية في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا يرشقونهم بالزجاجات الحارقة والحجارة في شارع دين دينغ في بانكوك. وأفاد مسؤول في أجهزة الانقاذ ان العسكريين استخدموا أيضاً القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ما أدى الى سقوط 70 جريحا على الأقل بينهم اثنان في حال الخطر. ونفى هذا المسؤول معلومات بثتها اذاعة مقربة من المعارضين ومفادها ان الجنود قتلوا خمسة او ستة متظاهرين. وفي المقابل قال طبيب رفض الكشف عن اسمه ان متظاهرين اثنين اصيبا بالرصاص. وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش التايلاندي القوة ضد المتظاهرين منذ إعلان حالة الطوارئ في العاصمة التايلاندية الأحد بعد وقوع سلسلة حوادث خطيرة. وأعلن رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا هذا الإجراء لانه يواجه منذ عدة أسابيع تظاهرات مجموعة تطلق على نفسها اسم "القمصان الحمر" وهم مؤيدو رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا المقيم في المنفى، ويطالبون باستقالته واجراء انتخابات مبكرة. وقال المتحدث باسم الجيش الكولونيل سونسيرن كاوكومنيرد "نبدأ بإجراءات خفيفة ثم ننتقل الى الأقسى. نتحاشى سقوط قتلى كما امرتنا الحكومة". وكان الناطق الحكومي بانيتان واتاناياغورن أعلن في وقت سابق على التلفزيون ان الجنود تمكنوا من فتح شارع دين دينغ مشيراً الى انه تم توقيف عدد من المتظاهرين ووضعهم قيد الحجز الاحتياطي "في أماكن آمنة". لكن السلطات لم تقم بأي تحرك ضد حوالى عشرة آلاف متظاهر طوقوا خلال الليل مقر الحكومة بحسب الشرطة. وندد احد قادتهم جاتوبورن برومبانغ بشدة بتدخل الجيش في دين دينغ و"قمع المتظاهرين العزل". والسبت تسبب المتظاهرون بالغاء قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في باتايا بعدما اقتحموا الفندق حيث مقر انعقاد القمة ما ارغم القادة الأجانب على المغادرة عبر مروحيات من على سطح الفندق. وما زاد من حدة التوتر اعتقال قائد التظاهرات في باتايا المغني السابق اريسمان بونغرينغرونغ. وخرج آلاف المتظاهرين الى شوارع بانكوك وتجمعوا أمام وزارة الداخلية حيث كان ابهيسيت موجودا. وهاجموا عدة سيارات رسمية. وانتشر الجيش في بانكوك لحماية المباني العامة لكن المتظاهرين هاجموا عدة مدرعات. وتاكسين شيناواترا (59 عاما) رجل تايلاند القوي سابقا الذي اطاح به انقلاب عسكري في العام 2006، فر الى خارج البلاد للافلات من حكم وتحقيقات عدة في قضايا فساد في بلاده. وتاكسين رجل الاعمال المثير للجدل، يبقى مع ذلك يتمتع بشعبية واسعة ولا سيما في المناطق الريفية في شمال البلاد. واصبح ابهيسيت فيجاجيفا (44 عاما) رئيساً للوزراء في 15 كانون الاول/ديسمبر. ويتهمه "القمصان الحمر" بانه "دمية" بيد الجيش وبعض مستشاري الملك. وأعلن متحدث باسم الحكومة ان تايلاند ستتخذ تدابير لضمان أمن المطارات فيما تتواصل المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن.