بدأت الأوضاع الأمنية تتردى في العاصمة الباكستانية إسلام آباد تدريجياً بعد أن تلقت الحكومة الباكستانية تهديدات من قبل المليشيات الطالبانية المسلحة النشطة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان بشأن استهداف مبنى البرلمان الاتحادي خلال تواجد أعضاء البرلمان بداخله، وذلك للضغط على الحكومة الباكستانية لتلبية مطالبهم والتي تتمحور حول إيقاف هجمات طائرات التجسس الأمريكية المتكررة في الضواحي السكنية في منطقة القبائل الباكستانية بغرض استهداف مخابئ الطالبان والقاعدة. وفي هذا الصدد قامت السفارة الأمريكية في إسلام آباد بإغلاق قسمها القنصلي كما قامت عدد من البعثات الغربية باتخاذ إجراءات مماثلة لوجود تهديدات أمنية بينما كثفت أجهزة الأمن الباكستانية إجراءاتها الأمنية وتم تعزيز نقاط التفتيش المؤدية إلى العاصمة برجال أمن إضافيين وتم تزويدهم بأجهزة ماسحة لتفتيش السيارات المشتبهة. وباتت اتفاقية السلام التي أتمتها الحكومة الإقليمية في إقليمالحدود الشمالية الغربي المحاذي لمنطقة القبائل الباكستانية مع حركة الطالبان بوادي "سوات" مهددة بالإلغاء بعد أن أعلن الملا صوفي محمد زعيم جماعة تطبيق الشريعة في وادي سوات عن إسقاط اتفاقية السلام التي وقعها في شهر فبراير الماضي مع الحكومة الإقليمية بينما لم يوقعها الرئيس الباكستاني آصف على زرداري. إلى ذلك، حذر مستشار رئيس الوزراء الباكستانى لشؤون وزارة الداخلية رحمن مالك من أن يكون الصحفيون الهدف المقبل للعناصر الارهابية. وكشف فى تصريحات صحفية أدلى بها في إسلام اباد عن أن أجهزة الامن الوطنية رصدت تقارير حساسة حول عزم الجماعات الارهابية تنفيذ مخطط إرهابي كبير موضحا أن التقارير تشير الى عزم الارهابيين استهداف رجال الاعلام في حال عدم نجاحهم في استهداف البرلمان. وأضاف أن الارهابيين يعتزمون تنفيذ هجوم انتحاري داخل قاعة البرلمان وفي حال عدم نجاح الانتحاري في دخول قاعة البرلمان فإنه سوف يستهدف تجمع الصحفيين أمام بوابة البرلمان أثناء انعقاد جلساته. وحث مسؤول الامن الباكستاني رجال الإعلام بأخذ الحيطة والحذر وعدم التجمع في شكل مجموعات وتكتلات أمام مدخل البرلمان لكي لا يكونوا هدفا سهلا لأي عمل إرهابى.