كشف الدكتور عبد الملك ال الشيخ المشرف على كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه عن ان الدراسات الحديثة تشير الى ان هناك زيادة في معدل سقوط الأمطار على شبه الجزيرة العربية والجزء الشرقي من المملكة بأكثر من 20% خلال العقود القليلة القادمة بإذن الله كنتيجة للتأثيرات الإيجابية للتغيرات المناخية، مشيرا الى ان هذه التغيرات سوق تنعش الجانب الاقتصادي وتزيد من الحركة التجارية بالقرى والهجر وبالتالي توفر فرص عمل وظيفية جديدة لم تكن بالسابق. وقال في تصريحات ل " الرياض": " هذا الامر شجعنا على السعي لتنفيذ أبحاث حصد وخزن مياه الأمطار والسيول بالمملكة من خلال كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه حيث يتم حالياً دراسة مستفيضة لمناطق المملكة المتوقع زيادة هطول الأمطار عليها وتحديد الأسلوب الأمثل لحصد مياه الأمطار والسيول بكل منها في ضوء ماهو متوقع من تأثيرات التغير المناخي. وشدد على ضرورة التوسع في إنشاء سدود ركامية ذات التكلفة الاقتصادية المحدودة والعائد المائي المرتفع في الوديان والشعاب المنتشرة في أنحاء المملكة. واضاف: " للمركز تصور علمي وعملي في هذا الشأن حيث يقترح إجراء دراسات ميدانية في بعض مواقع الممرات المائية لإنشاء السد الركامي بارتفاع 1 متر وطول يساوي ثلثي طول الممر المائي مع تمهيد جانبي السد بانحدار مناسب بشكل حرف “V” للسماح بانسياب المياه الزائدة دون الضغط على جسم السد. كما يجب تبطين ارض تصريف الماء أمام السد بالخرسانة للحفاظ على التربة من الانجراف. وبين ان مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء يتوقع ألا تزيد تكلفة السد الواحد عن 50 ألف ريال مما يتيح فرصة تنمية مستدامة عن طريق تخزين المياه على ضفاف الأودية بمياه متجددة لري الزراعات الصغيرة وسقيا الماشية وتحسين الظروف البيئية حولها بالإضافة إلى رشح المياه الزائدة إلى الطبقات تحت السطحية للوادي مما يسهم في زيادة مخزون المياه الجوفية بدلا من فقدها بالتبخر. وحول النتائج المرجوة من إقامة تلك السدود قال ال الشيخ سيكون هناك استفادة مثلى من مياه الأمطار التي تسقط عادة بغزارة ولفترات زمنية قصيرة خلال فصلي الخريف والربيع بدلا من فقد جزء كبير منها بالتبخر لشدة حرارة الجو وتوفير المياه لسقي الماشية وري الزراعات بدون مقابل مادي وزيادة المخزون الاستراتيجي من المياه للأجيال القادمة وتخفيف عبء السحب المتواصل من خزانات المياه الجوفية سواء القريبة من سطح الأرض أو العميقة وربط الهجر والبادية بمواطنهم الأصلية وبالتالي تخفيف الضغط على المدن المزدحمة وتحسين الظروف البيئية بالأودية حول السدود الركامية المقترحة. ودعا ال الشيح لحضور محاضرة البروفيسور زكاي شن الحائز على جائزة نوبل في دراسات التغيرات المناخية (2007) في رحاب جامعة الملك سعود (بصفته أستاذ كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه) يوم غد السبت 15/4/1430ه الموافق 11/4/2009م عن تأثير التغيرات المناخية خلال العقود القليلة القادمة على حصد وخزن مياه الأمطار والسيول بالمملكة.